التلفزيون الرسمي اللبناني، التلفزيون الذي يفترض به أن ينقل موقف الحكومة بالإبتعاد عن الصراعات الخارجية وعدم التدخل بشؤون غيرها والتي تتلخص بسياسة النأي بالنفس،تم عبر شاشة هذا التلفزيون ، نقل مقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن قناة الإخبارية السورية وبرغم ما أثارته هذه القضية من انتقادات وبلبلة في البلد أوحت بتساؤلات حول مدى قدرة حزب الله على التحكم بهذا التلفزيون وبالتالي تخوف الكثيرون من إمكانية تعريض العلاقات بين السعودية ولبنان للخطر في ظل ما تضمنته المقابلة من شتم وتهجم وانتقادات لاذعة ومواقف مسيئة لا تمت إلى رأي أو موقف الحكومة بصلة، على إثره قدم وزير الإعلام رمزي جريج اعتذارا للسفير السعودي.
والواضح أن ما اعتبره جريج مجرد هفوة لن تتكرر، فقد أساءت للحكومة،خصوصا في ظل نقلها لمقابلة نصرالله الذي لا يعبر رأيه عن أي جهة رسمية.
ومن المضحك تأكيده على عدم علمه بهذا النقل وانطلاقا من هذا التأكيد يجب طرح تساؤلات حول تنسيق يجري بين القناتين تحت الكواليس، قد يكون من إدارة المحطة وسط استبعاد مقربين من المدير العام طلال المقدسي أن يكون هو من قام بذلك لقربه من قوى 14 آذار واللافت أيضا، أنه لا وجود لأي قرار من وزارة الإعلام أو حتى الحكومة اللبنانية تسمح لتلفزيون لبنان أن يفعل ما فعله.
لكن، هذا بالطبع، لا يرفع المسؤولية عن المقدسي،فمن المعروف أن المدير يتحمل هفوات وأخطاء الموظفين لديه وهو المسؤول الأول والأخير أمام المساءلة القانونية ، وعليه فإن الإلمام بكامل ما يحصل داخل قناة رسمية من مهامه، من أجل منع الإنزلاق بأي هفوة قد تكون لها عواقبها لا تنتهي باعتذار رسمي.
وعلى ما يبدو أن حزب الله يحاول بذلك أيضا السيطرة على مرافق الدولة الرسمية، فهو لم يكتف بإنشاء دويلة يتحكم بها بل سعى لأكثر من ذلك وبدأ بالسيطرة على الدولة ككل، فبسط نفوذه على التلفزيون الرسمي بغض النظر عن الوظائف التي يتحكم بها
وكمواطنين من حقنا أن نطلب من الحكومة اللبنانية اتخاذ موقف حازم تجاه ما حصل وبالتالي محاسبة المسؤول عن هذا الخطأ والأخذ بعين الإعتبار أن هذا التلفزيون الرسمي هو لكل اللبنانيين على مختلف آرائهم وتوجهاتهم، كما اننا نطلق صرخة نتمنى أن تتحقق وهي:" حرروا تلفزيون لبنان من قبضة حزب الله".