القضية اليمنية تشكل في الوقت الراهن محوراً رئيسياً لجميع التحركات الديبلوماسية للإيرانيين، سواء في المحادثات مع الضيوف أو مع المضيفين. وتتركز إيران على تشجيع وقف الغارات والتدخل العسكري وإنهاء الاشتباكات والتوجه نحو الحوار الداخلي لحل الأزمة في اليمن. وخلال محادثات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع نظيره افيراني حسن روحاني، اتفق الطرفان على وقف الحرب ووقف إراقة الدماء، واستتباب الهدنة وإنهاء الغارات على اليمن. وأفاد مصدر مطلع اشترط عدم الكشف عن هويته، لموقع عصر إيران المقرب من الإصلاحيين بأن الرئيس التركي حمل رسالة تحذير سعودي إلى إيران، خلال زيارته لإيران يوم الثلاثاء.
وتلقى الرئيس التركي الرسالة السعودية في لقاء مباغت مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن نايف الذي جلس مع التركي قبيل زيارته لطهران، لمدة ساعة و40 دقيقة، وتضمن اللقاء في معظمها موضوع اليمن، ودور إيران في إنهاء الأزمة اليمينة.
طالب السعودية من إيران بالضغط على حلفاءها الحوثيين بالذهاب الى طاولة المفاوضات مع ممثلي عبد ربه منصور ووقف الهجوم على مؤيديه، والاعتراف به كرئيس شرعي، وخروج قواتهم من قواعد الجيش وتسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة التي استولوا عليها من مخازن الجيش ،وخروج قواتهم من صنعاء وعدن، مقابل وقف الغارات من قبل السعودية وتعهدت السعودية بأنها لا تعتبر عبد ربه خطاً أحمراً لها ولا تلح على بقائه في الحكم، وفق هذا المصدر.
واليوم الأربعاء بدا محمد جواد ظريف، زيارته لإسلام آباد التي تستغرق يومين، لبحث الأزمة اليمنية، بعد ما لم تسفر زيارة قائد الجيش المصري لباكستان بغية تحريضها على المشاركة في عاصفة الحزم الى أية نتيجة ملحوظة، خاصة بعد ما الجلسة الخاصة التي شكلها البرلمان الباكستاني لبحث اللحاق الى الحلف السعودي، ولم يتقدم أحد من النواب ليتحدث عن ضرورة تدخل الجيش الباكستاني في اليمن.
وبعد إخفاق الحكومة الباكستاني من الحصول على موافقة البرلمان، صرح نواز شريف بأن إيران يجب أن تشارك في المفاوضات حول القضية اليمنية لتقييم سياساتها تجاهها، مضيفاً بأن بلاده ليست مستعجلة في اتخاذ القرار بالتدخل العسكري في اليمن، ولكن بقية البلدان الاسلامية سوف تتخذ قراراً حاسماًً في ذلك.
كما أعرب سرتاج عزيز، مستشار رئيس الوزراء الباكستاني في الشؤون الدولية في حديث مع موقع دنيا نيوز، عن ترحيب بلاده بالتوافق الايراني التركي حول الأزمة اليمنية، في إشارة واضحة إلى أن بلاده ليست مستعدة للتدخل العسكري في اليمن، بعد ما صرح وزير الدفاع الباكستاني، بأن المملكة السعودية طالبت باكستان بمشاركة الطيارات والبواخر الحربية والجنود الباكستانيين،في عمليات التحالف ضد الحوثيين.
وخلال لقائه مع المبعوث الصيني الخاص، أنذر حسين أمير عبد اللهيان باحتمال تكرار الكارثة الليبية والسورية، في اليمن، معرباً عن أن الغزو السعودي، لن يخدم مصالحها الاقليمية محذرا بلدان المنطقة من الوقوع في فخ المخططات المشكوكة. وأكد المبعوث الصيني شياشننغ، على أن مواقف إيران في الشؤون الاقليمية تتطابق مع المبادئ والسياسات الصينية العامة.
يبدو أن إيران تتجنب التصعيد في الأزمة اليمنية، كما ألمح بذلك المرشد الأعلى آية الله الخامنئي، خلال لقاء رئيس الوزراء التركي، عند ما اعتبر أن أعداء الأمة الاسلامية هم المستفيدون من المواجهات بين المسلمين، مؤكدا على أن "موقف الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فیما یتعلق بکل البلدان ومنها الیمن هو معارضة التدخل الاجنبی، لذا فاننا نری بان تسویة ازمة الیمن تکمن فی وقف الهجمات والتدخل الاجنبی ضد شعب هذا البلد وتفویض القرار للیمنیین انفسهم لتقریر مستقبل بلدهم".