أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن القوات المسلحة السعودية تقوم بواجبها وتدافع عن الدين قبل أي شيء. وقال في كلمة أثناء لقائه قادة وكبار ضباط وزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني ورئاستي الاستخبارات العامة والحرس الملكي، في الرياض أمس، إن أمن المملكة واستقرارها الداخلي والخارجي «مسؤوليتنا جميعاً». وخاطب القادة والضباط قائلاً: «أنتم بكل قواتنا المسلحة العسكرية قائمون بواجبكم، وأنتم، كما قلت لكم وأكرر، أبناء هذا الوطن، وأحق من يدافع عنه أبناؤه».
ومع اعلان قيادة تحالف «عاصفة الحزم» الذي تقوده السعودية، أمس، أن العمليات العسكرية في يومها الـ13 «تسير في أحسن حال وفق المخطط لها»، قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إثر لقائه ولي ولي العهد ووزيري الخارجية والدفاع في الرياض أمس، إن الولايات المتحدة تسرع إمدادات السلاح للتحالف، الذي يواجه الحوثيين في اليمن. وأعلن أن واشنطن تسرع تبادل المعلومات الاستخبارية مع قوات التحالف. وأضاف بلينكن أن «السعودية تبعث رسالة قوية إلى الحوثيين وحلفائهم بأنهم لن يسيطروا على اليمن بالقوة». والتقى نائب وزير الخارجية الأميركي، أثناء زيارته الرياض أمس، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. ولوحظ أن وفده في المحادثات التي أجراها في الرياض ضم سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ماثيو تولر، الذي يتخذ قنصلية بلاده في جدة (غرب السعودية) مقراً موقتاً لممارسة أعماله.
وجدد المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد حسن عسيري الاتهام، في إيجازه الصحافي اليومي أمس بقاعدة الرياض الجوية، لإيران بالتورط في دعم الحوثيين. وقال إن الحكومة اليمنية عرضت منذ عام 2002 أسلحة إيرانية موجهة إلى الميليشيات الحوثية، لكن المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً. وأشار إلى الأسلحة والذخائر الإيرانية التي استخدمها المتسللون الحوثيون على الحدود السعودية الجنوبية، في محاولة اختراقها عام 2009. وقال إن إيران ظلت ترسل 14 رحلة جوية من طهران إلى اليمن لتزويد الميليشيات الحوثية بالذخيرة، التي ثبت من مقاطع الفيديو التي التقطتها طائرات التحالف للمستودعات المستهدفة في اليمن، أن حجمها ضخم جداً. واتهم عسيري إيران و«حزب الله» اللبناني بتدريب الميليشيات الحوثية، ومساعدتها في مسعاها الرامي إلى هدم الدولة اليمنية، وفي مهاجمة الرئيس الشرعي لليمن. وزاد: «أؤكد أن هذا المشروع (الحوثي) يهدف إلى تفكيك الدولة وتدمير اليمن. ونحن لن نقبل هذا السلوك، ولذلك نمنعه، استجابة لطلب الحكومة اليمنية الشرعية».
وكان سفير السعودية لدى واشنطن عادل الجبير أبلغ صحافيين أول من أمس في العاصمة الأميركية بأنه لا يوجد اختلاف في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن على حقيقة الدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين. وقال إن إيران تقدم للحوثيين دعماً مالياً، وتساعدهم في بناء مصانع الأسلحة، وتزودهم بالسلاح، علاوة على وجود إيرانيين يعملون إلى جانب الحوثيين. وأضاف: «لا نرغب في أن يتكرر خطأ حزب الله في لبنان مع الحوثي في اليمن». وأكد «أن الدعم الذي نجده من شركائنا في التحالف أو من حلفائنا حول العالم، سواء من فرنسا أم بريطانيا أم الولايات المتحدة ينمو بقوة». مؤكداً في الوقت نفسه وجود جهود للبحث عن حل سياسي في اليمن.
وأكد العميد عسيري أمس، سلاسة الاتصالات بين قيادة قوات التحالف والمنظمات الإنسانية والدول في شأن الإغاثة وإجلاء الرعايا من اليمن. وأشار إلى أن الإجراءات التي تفرضها قوات التحالف لتنظيم العمل الإنساني والإجلاء تتم بهدف ضمان سلامة الطواقم والطائرات ومن يتم إجلاؤهم. وقال: «نؤكد أن (هدفنا) السلامة، ثم السلامة، ثم السلامة».
وفي شأن الوضع في العاصمة اليمنية الموقتة عدن، أوضح أن الاشتباكات الراهنة بين اللجان الشعبية من جهة، والميليشيات الحوثية والمتمردين من الجيش اليمني وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من الجهة الأخرى باتت تنحصر في جزء بعينه داخل عدن، فيما يعم الاستقرار بقية أرجاء المدينة الجنوبية. وأشار إلى بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس عن الوضع الإنساني في عدن، الذي يحمّل الميليشيات الحوثية مسؤولية استهداف المواطنين والمستشفيات وسيارات الإسعاف، مؤكداً استمرار الدعم الجوي للجان الشعبية للتصدي للأعمال التخريبية التي يقوم بها الحوثيون.
وذكر المتحدث باسم قوات التحالف استمرار العمل على تحقيق أهداف الحملة الجوية، بالتركيز على ضرب معسكرات الحوثيين وأنصار صالح في صنعاء وتعز وإب والضالع. وحذر من أن التحالف يستهدف جميع ألوية الجيش اليمني ومواقع الميليشيات ومستودعات الذخيرة والأسلحة. وأكد «أن عمليات التحالف مستمرة، وستحقق هدفها». وأشار إلى أن الغارات استهدفت أمس مستودعاً عسكرياً قرب الضالع، و11 مستودعاً للذخيرة، أحدها في صعدة (شمال اليمن) قرب الحدود الجنوبية للسعودية. وأكد مشاركة طائرات التحالف في غارة على قاعدة العَنَد الجوية في لحج (قرب عدن)، بعدما حاولت الميليشيات الحوثية استعادتها أمس، وتمكنت اللجان الشعبية من فرض سيطرتها على القاعدة.
وفي شأن الحدود الجنوبية للسعودية، قال عسيري، إن وضعها مستقر، وإن القوات السعودية تقوم بمهماتها هناك على أكمل وجه. وأشار إلى غارات على معسكرات الخالد والحمزة والرفاع، حيث تحتشد قوات موالية للرئيس المخلوع، إضافة إلى مواقع خاصة بقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.
وزاد: «لن نسمح للحوثيين بتغير الوضع على الأرض». ورفض ما يتردد عن طول فترة العمليات الجوية، قائلاً: إن 13 يوماً تعتبر قليلة في تاريخ العمليات الحربية، وخصوصاً أن التحالف يستهدف ميليشيات، وليس جيشاً نظامياً. وأضاف أن تلك الأحاديث «يرددها من بنوا تلك الميليشيات بكاءً على فشل مشروعهم في اليمن».
وفي نيويورك وزع الأردن الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري، مشروع القرار العربي المعني باليمن وتلقى ردوداً تضمنت طلب المزيد من الوقت للبحث فيه ومناقشته. وتقرر في ضوء ذلك عقد جلسة مشاورات على مستوى الخبراء. ووصف المندوب السعودي الدائم السفير عبدالله المعلمي مشروع القرار بانه «شامل يغطي كل الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية وعملية استئناف الحوار التي هي اهم جزء من القرار». وقال: «لا نتوقع فيتو روسي ونأمل ان تؤيد موسكو القرار لان رد فعلها كان ايجابياً ولم تعترض على شيء بل تتفاعل معنا إيجاباً ولا ارى اي رد فعل عنيف».
وقال السفير اليمني خالد اليماني ان مشروع القرار العربي يفرض حظر الاسلحة على الحوثيين ويضيف اسم احمد علي عبدالله صالح وعبد الملك الحوثي الى قائمة الخاضعين للعقوبات.