حرية الرأي والتعبير عند جمهور المقاومة تختلف مفاهيمها حسب " الدكانة " فيحق لدكانة " الأخبار " ما لا يحق لدكانة " الجديد " .
ففي الوقت الذي ما زالت تتعرض فيه الجديد ومريمتها للقمع الإعلامي ولهجوم نووي إثر ما كتبته في مقدمتها ( وصل بها حد الاستقالة) ، توافد كل من إعلامي المنار والحلفاء المواليين للحزب للمشاركة بالاعتصام الذي نظم البارحة وتسجيل موقف مع جريدة الأخبار ، بعد أن صرّح السفير السعودي برفع دعوى قضائية ضدها .
الحزب وأتباعه اعتبروا أن حرية الرأي مقدسة وأن لجريدة الأخبار الحق في التعبيرعن مواقفها دون أي ضغوط خارجية ( أما الجديد فطبيعي أن يمارس الحزب ضغوطه عليها ) .
حيث أن خطيئة الجديد بتوجيه نقد بسيط لخطاب السيد (وهي المدافعة دوماً عن خط المقاومة )جعلت من هؤلاء أنفسهم (المدافعين عن الحرية ) يرجمون البسام والجديد والدكانة ، متهمين اياها بالبيع والشراء ، متناسيين ما قدمت لهم الجديد من دعم إعلامي في مختلف الظروف .
فالحرب على الجديد لأجل مقدمة نشرة اخبارية (تحليلية ) بدأت من تصريحات جواد نصر الله لتمتد لثورة جنوبية ضد البسام متهمين اياها بتلون المواقف وأنها لم تحفظ ربما ود سيدها ، فالحرب الشرسة على مريم الجديد لم تقم على النقد المنطقي بل على الكلام النابي والمسيء الذي رماها به جمهور الحزب ومقاومته .
فأولياء هذه الحرب الإعلامية ضد قناة الجديد ومعدة نشرتها ، ها هم الآن يحملون لواء حرية الإعلام وعدم جواز المساس به مع جريدة الأخبار .
وهذا لأن الحزب يؤيد فقط من يمدحه ويسبح بحمده ، فأي وسيلة إعلامية تمجده سوف يباركها .
بإختصار الموقف من جريدة الأخبار أظهر مدى التناقض الذي وصل له الجمهور الممانع ومدى التباين في المواقف .
ولعله كان الأجدر بجمهورهم وإعلامهم الصمت عند جريدة النظام وعدم إطلاق شعارات الحرية التي لا يؤمنون بها وقد ظهر ذلك جلياً في الهجوم على ما كتبته مريم البسام .