إن التغيرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة ، والاتفاقيات السيو نووية ، أربكت الحزب ، فبين عاصفة الحزم والاتفاق النووي آضاع السيد هوية الخطاب لتظل مقولة "تحيا سوريا النظام " هي طوق النجاة .
في مقارنة سريعة بين خطاب الدفاع عن ايران عقب العاصفة وحديث البارحة ، نرى أن السيد قد استبدل سوريا بإيران ، ففارس التي سبق وحضرت بخطابه الدفاعي ، حضرت البارحة (رفع عتب) لتستوطن مكانها سوريا .
و لا نستغرب ففارس اليوم بعد الاتفاق النووي حليفة الشيطان الأكبر ، بينما الشام لم توقع بعد اتفاقها فما زالت على خط المقاومة .
في مقابلة البارحة ، تحفظ السيد عن التطرق إلى الاتفاق النووي إلا ما قل ودل ، فلم يعطِ تعليقاً شافياً ولم يحلله (وهو المحلل الأول لكل أحداث المنطقة ) ، بل تحفظ ليقول ان الاتفاق النووي أنقذ المنطقة من حرب وشيكة ، طبعاً الخوض بتفاصيل الاتفاق سقط قصداً من حديث السيد ، فالنووي الايراني - الاميركي ، التعرض لورقته خطيئة قد يحاسب عليها الحزب من حليفه إن نقدها آو من مواطنيه إن دعمها لذا كان (الصمت من ذهب) ، والتحليل السطحي له هو الحل الأنسب .
على صعيد اليمن ، ظل الموقف ذاته ، فالسبب ما زال هو رغبة السعودية في فرض هيمنتها عليها . غير أن ما يلفت النظر في ما قاله السيد البارحة هو كم التنافض ، حيث أنه اوضح ان السبب الذي دعا الحزب إلى الدخول إلى سوريا هو حجم المعركة لأن خسارة سوريا هي خسارة للبنان ولفلسطين وسيحسم مستقبل الصراع العربي -الإسرائيلي، وأنهم ذهبوا إلى سوريا للدفاع عن سوريا وعن أنفسنا، عن لبنان وفلسطين، والقضية الفلسطينية .
في حين سبق وأعلن الحزب تكرارا ، أنه ذهب لسوريا بسبب تعرض داعش للمقدسات وبغية حمايتها ! من حديث السيد نلتمس اعترافاً أن قرار الدخول في المعركة حضر منذ بدأت الأحداث ، وهو نأى جميع الأطراف عنه (حسبما قال) ويتحمل مسؤوليته .
وبعد الحديث : فإن كانت ايران قد وحدت العرب بعاصفة الحزم ، فها هو النووي أعاد سوريا إلى واجهة الحزب وإلى أولوياته . فكأن الحزب بدأ يخرج من العباءة الفارسية ليعود إلى الحصرم الشامي !