ذكرت صحيفة "الحياة" أن "سائقي البرادات الذين عبروا أمس خط المصنع الذي يربط لبنان بسوريا الى داخل الأراضي اللبنانية هم: أحمد العجمي، محمود محيي الدين، محمد شهاب -الملقب بصفية- محمد طراد، حسان ماضي، دياب عراجي، خالد عراجي ومحمود البدوي".
وروى عدد من أقارب السائقين العائدين بعد زيارتهم، حجم المعاناة التي عاشوها والمخاطر التي واجهتهم منذ لحظة احتجازهم حتى تاريخ السماح لهم بالعبور ببراداتهم الى داخل الأراضي اللبنانية.
ونقلوا عنهم قولهم إنهم "ما أن انجزوا المعاملات الجمركية عند آخر نقطة حدودية سورية واقتربوا من نقطة الأمن السورية لختم جوازات سفرهم تمهيداً لدخولهم الأراضي الأردنية، حتى فوجئوا بسيطرة عناصر من "جبهة النصرة" على المنطقة الحدودية ضمن الأراضي السورية، بعد أن كانت تحت سيطرة وحدات من الجيش النظامي السوري وأخرى من الجمارك".
وأكد الأقارب نقلاً عن السائقين، أن "البرادات التي كانوا يقودونها أوقفت في الساحة الجمركية حيث أخضعها العناصر التابعون للجمارك السورية لتفتيش دقيق، ثم سمحوا لها باجتياز الساحة الى النقطة الأمنية السورية الخاضعة للأمن النظامي السوري. لكن السائقين فوجئوا بمجموعات تابعة لـ"النصرة" تهاجم المواقع النظامية السورية من دون أن تصدها العناصر المتمركزة في هذه النقاط الحدودية التي سارعت الى الفرار والاستسلام".
وأكد السائقون ـ وفق أقاربهم ـ ان "عناصر "النصرة" سألوهم فور احتجازهم عن انتماءاتهم الطائفية، ومن هم من السنّة والشيعة والمذاهب الأخرى، ولدى مباشرتهم التحقيق معهم فوجئوا بوصول قوة من «الجيش السوري الحر» سارعت الى التدخل، ما أدى الى انسحاب "النصرة" بعد أن افرغ العناصر التابعون لها بعض البرادات من محتوياتها. وعمدت هذه القوة الى التقاط الصور لهم في شريط فيديو بثته لاحقاً من دون أن تسألهم عن طوائفهم أو مذاهبهم".
وكشف السائقون "انهم فوجئوا أثناء وجودهم بين الساحة الجمركية والنقطة الأمنية السورية المخصصة لختم جوازاتهم، بقيام مروحيات حربية تابعة للنظام السوري بإلقاء أربعة براميل متفجرة بالتزامن مع قصف للطيران الحربي السوري للمنطقة والأطراف المحيطة بها". ولفتوا إلى أنهم "سارعوا، مع إلقاء أول برميل، إلى الفرار ولجأوا الى أماكن محصنة ليست بعيدة من الأماكن التي استهدفها الطيران الحربي".
وأكد هؤلاء السائقون في رواياتهم لأقاربهم أنهم "توزعوا الى مجموعات، وهذا ما حال دون معرفة مصير من تبقى منهم، ولم يتمكنوا من عبور معبر "نصيب" الى الأراضي الأردنية، وقالوا إنهم بادروا الى الاقتراب من نقطة الحدود الواقعة في داخل الأراضي الأردنية، خصوصاً أنها لا تبعد سوى عشرات الأمتار من المكان الذي أخلاه الأمن النظامي السوري والمخصص لختم الجوازات. لكن الضابط الأردني المسؤول عن النقطة الحدودية لم يسمح لهم بالدخول الى الأردن، بذريعة أن ليس لديه أوامر تجيز لهم الدخول مع انهم أبلغوه استعدادهم لترك "براداتهم" في الأراضي السورية ليتسنى لهم اللجوء إلى مكان آمن، إلا انه سارع الى إقفال المعبر بناء للتعليمات المعطاة له".
كما نقل أقارب السائقين عنهم قولهم إنهم "لا يعرفون من تدخل للإفراج عنهم والسماح لهم بالعودة الى البقاع، مع تشديدهم على أن البرادات العائدة للسائقين الذين لم يعرف مصيرهم كانت ما زالت مركونة في أماكنها وأن بعض البرادات التي كانوا يقودونها أفرغت من حمولتها".