وأخيرا توصلت إيران والدول الغربية ألست بعد مفاوضات صعبة ومضنية في لوزان السويسرية إلى اتفاق أولي حول الملف النووى الإيراني ليكون أساسا لاتفاق نووي نهائي في أواخر حزيران المقبل. وأيا تكن ردود الفعل على هذا الاتفاق الإطار والذى اعتبره البعض انتصارا للدبلوماسية الإيرانية. إلا أنه يفرض على إيران قيودا أقلها انه يتضمن شرطا يسمح لوكالة الطاقة الذرية بإستمرار عمليات التفتيش المشددة للمفاعلات النووية الإيرانية لمدة خمسة وعشرين سنة. وفي المقابل تعهدت القوى الكبرى ألست برفع العقوبات الاقتصادية ورفع الحظر عن صادرات النفط الإيراني تدريجيا وبحسب مدى التزام طهران بالشروط.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية أصرت ومعها دول الاتحاد الأوروبي على ان العقوبات الاقتصادية على إيران والمرتبطة بدعمها للإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان في الداخل الإيراني والصواريخ الإيرانية طويلة المدى ستبقى ولن تتغير حتى وإن تم التوقيع على الاتفاق النووى نهاية حزيران.
أحد المحللين السياسيين الأميركيين علق على هذا الاتفاق الإطار بأنه مجرد تعهدات قدمتها إيران في محاولة لفك عزلتها عن العالم. وأن أي خرق لهذه الشروط سيعيد إيران إلى المكان الذي كانت به قبل الاتفاق. لا شك أنه وعلى ضوء هذا الاتفاق فإن الكرة الآن في الملعب الإيراني والقرار بيد المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي.
فاما ان تلتزم إيران بما ألزمت به نفسها وتتقيد بالشروط التي تم الإتفاق عليها لتستطيع أن تخرج من عزلتها السياسية وتخفف عن الشعب الايراني وطأة الحصار الاقتصادي الذي يعاني منه منذ أكثر من ثلاثة عقود بعد هبوط أسعار العملة الوطنية إلى مستويات متدنية جدا.
ام أنها ترى في التزامها في هذه الشروط ما يجرح كبريائها وينال من شموخها ويحد من طموحاتها فتلجأ إلى أسلوب المراوغة والتسويف الذي لم يعد ينطلي على أحد فتبقى في دوامة حلم امبراطوري يدفع ثمنه المواطن الإيراني من عرقه وتعبه وصحته وجوعه.
وبمعنى أوضح هل ستنضم هذه الجمهورية الإسلامية إلى المجتمع الدولي وتلتزم بالقرارات الدولية وبالتالي تنضم إلى العالم المتحضر في التنافس المشروع والخلاق والإبداع وتبدأ بمحاربة الشر والقتل والتنكيل والاجرام وكثيرا منه يرتكب مع الأسف بإسم الإسلام واحيانا بدعم من إيران تحت شعار ما يسمى بتصدير الثورة؟
وهل ستتوقف عن دعم بشار الأسد مثلا وتساعد في إيجاد مخارج سياسية سلمية للأزمة السورية. وهل ستساعد في إزالة العراقيل من أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
وهل ستتوقف عن التدخل في شؤون غيرها كالعراق واليمن وتصب كل قواها واستراتجيتها نحو إيران نفسها والنهوض بها إلى مستويات اقتصادية قوية تجعلها في مصاف الدول الغنية؟
ام أنها ستبقى اسيرة أفكار متشددة وانعزالية ومغلقة؟
أن أحدا لا يستطيع الإجابة على هذه الاسئلة غير الولي الفقيه.