لقد قاتلت إيران طوال سنوات خارج حدودها وعلى اراضي غيرها، لتعزيز حضورها السياسي في منطقة الشرق الأوسط، ولتقديم نفسها للغرب والولايات المتحدة بشكلٍ خاص، على انها لاعب اقليمي وشريك فاعل، من الممكن ان يعتمد عليه في تامين استقرار المنطقة بناءً على المشهد الفوضوي والمرعب، والواقع المؤلم الذي تعيشه هذه المنطقة ولا زالت طوال عقود...!! وقد استخدمت إيران لتنفيذ مشروعها او لتأكيد وجهة نظرها وتقديم رؤيتها للدول الغربية الفاعلة، إلى ادواتها في المنطقة من الموالين لقيادتها، وممن التزموا بمفوم ومبدا ولاية الفقيه، والتي الزمت من يعتنقها بالاذعان لطلبات القيادة الدينية وكذلك السياسية في إيران، والتي ترتبط بشكل مباشر بالولي الفقيه ممثل الإمام الغائب المهدي المنتظر...مرشد الثورة الحالي الإمام الخامنئي..؟؟
وتصاعدت وتيرة التوتر في دول المنطقة، مع ارتفاع حرارة المفاوضات بين إيران ومفاوضي الدول المفاوضة لها على مشروعية مشروعها النووي...ومع تحديد المهل عقب كل جولة مفاوضات يتزايد حجم القتل والتفجير والفوضى هنا وهناك... إلى ان اشار روحاني صراحةً إلى ان على دول العالم أن تفاوض إيران، إذا ارادت استقراراً في منطقة الشرق الأوسط ... ولهذا تفاقمت الأزمة السورية وطال امدها، واهتز استقرار العراق مع تفاقم ممارسات الميليشيات الشيعية التي اطلق عليها الحشد الشعبي..؟؟، وتم تهديد البحرين، وباشرت وضع اليد على اليمن، ومنع لبنان من ان يكون بلداً مستقراً فتعطلت المؤسسات وغابت الحياة الدستورية عن المشهد السياسي اللبناني واصبح الأمن اللبناني رهن مزاج وقرار حسن نصرالله رجل إيران في لبنان...؟؟؟ ووفيق صفا ممثل الجنرال الإيراني قاسم سليماني على الساحة اللبنانية...؟؟؟
ما هي أهمية المشروع النووي الإيراني بالنسبة لنظام طهران وما هو سبب القلق الغربي وإسرائيل والعرب من هذا المشروع..؟؟؟
المشروع النووي الإيراني ليس حديثاً، ولم يتم إطلاقه خلال عهد الملالي الحاكمين اليوم في طهران بل أطلق خلال عهد شاه إيران مع إنشاء مفاعل نووي صغير في طهران عام 1974، لاستخدامه في معالجة الأمراض السرطانية والأبحاث الطبية..؟؟ ولكن إطلاقه وتوسعت اهدافه بدا مع نظام طهران الجديد ونمى برعاية رئيس إيران الإصلاحي الشيخ محمد خاتمي، الذي استطاع استيعاب القلق الغربي من هذا المشروع بالتأكيد على سلميته واهميته لانتاج الطاقة الكهربائية لإيران وما يوفره من كميات نفطية ضخمة يمكن تصديرها للخارج لتخفيض سعر برميل انفط الذي كان قد بدا بالارتفاع بشكل ملحوظ... !! رد الفعل الغربي المحدود وغير الجدي على المشروع النووي الإيراني سمح لطهران بتطوير مشروعها بشكل ملحوظ، ولم يدرك الغرب خطورة حقيقة الرغبة الإيرانية في تطوير مشروعها النووي إلا مع وصول احمدي نجاد إلى السلطة في إيران، وإطلاقه جملة تصريحات تتناول الوجود الإسرائيلي ودور إيران في المنطقة وأهميتها بالنسبة لاستقرار منطقة الخليج العربي، وممارسة إيران بشكل مباشر لتأثيرها على الأقليات الشيعية في دول المنطقة لتكون لاعباً خلفياً مؤثراً ومقلقاً في الوقت عينه.. وغذا كان العرب بحاجة لتصدير النفط، لتمويل مشاريعهم الافتصادية والاجتماعية، فإن الغرب بحاجة للنفط لتحريك عجلته الصناعية ودورته الاقتصادية.. ومضيق هرمز الذي تتحكم إيران بأحد جوانبه هو الممر الرئيسي والوحيد والأهم في العالم، والذي يتحكم بصادرات النفط إلى الغرب....؟؟
- مع إطلاق إيران لحملة تطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى، أدرك الغرب وإسرائيل خطورة المشروع النووي الإيراني، فالصواريخ الطويلة المدى لا قيمة تدميرية حقيقية لها دون رأس نووي...؟؟؟ ورؤوس نووية لا صواريخ بعيدة المدى قادرة على حملها وإطلاقها لا خطورة جدية منها على الدول البعيدة عنها كما على الدول القريبة..؟؟
- إن ضرورة المشروع النووي الإيراني بالنسبة للنظام الحاكم في طهران تعني استقرار النظام ومنع اي احتمال بتوجيه ضربة عسكرية له من الخارج...؟ وخلال فترة تطوير هذا المشروع كانت حماية استقرار النظام في طهران تعتمد على نشاط وتهديدات الأذرع الإيرانية في لبنان والعراق وسائر الدول التي يوجد فيها اقليات دينية شيعية ومجموعات على قناعة كاملة وولاء مطلق بنظام طهران وولاية الفقيه..؟؟
- التهديات شبه اليومية بتدمير إسرائيل ومحوها من على الخريطة والتي كان يطلقها احمدي نجاد، إلى جانب تعزيز الترسانة الصاروخية لحزب الله في لبنان، بحيث تطال كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي في صحراء النقب..كان بهدف تحقيق وتامين توازن الرعب، فأي اعتداء على المشروع النووي الإيراني يقابله هجوم صاروخي على مفاعل ديمونا الإسرائيلي..واستقرار وامن إسرائيل مرتبط باستقرار إيران... وليس لبنان.. بالتأكيد... فهو ساحة فقط...
- وبما ان أمن إسرائيل واستقرارها وحمايتها هو اولوية مطلقة لدول الغرب... كان لا بد من التفاوض مع إيران والعمل على احتواء مشروعها بأقل الأضرار الممكنة وعلى ان يبقى ضمن الطر السلمية بعيداص عن انتاج قنبلة نووية.. لذلك كان عبث إيران السياسي وممارساتها الأمنية والفوضى التي زرعتها في مختلف الدول العربية المحيطة بها، ثمناً دفعه المجتمع العربي والأقليات الشيعية في المنطقة لتحقق إيران أطماعها الاستراتيجية في الشرق الأوسط وهذا ما اشار إليه اكثر من مسؤول إيراني في ذروة نشوة الشعور بالنصر والغلبة في العراق، والقدرة على تأخير سقوط النظام السوري، ومن ثم الالتفاف على المملكة العربية السعودية من خاصرتها الجنوبية اليمن..؟؟
- القلق الإسرائيلي ينبع من الفهم الصهيوني للمشروع الديني لنظام طهران والذي يماثله شكلاً ومضموناً وتوجهاً.. والذي لا يشكل خصماً فقط بل منافساً..؟؟ على تقاسم نفوذ في منطقة واحدة ..؟؟ تحت اسباب دينية وبذرائع عقائدية.؟؟ وبالتالي فإن السلاح النووي في حال وجوده لا يكون عامل ردع لدى إيران لترهيب خصومها... بل ربما تستخدمه ضد خصومها من العرب اولاً.. وغيرهم ثانياً... لتحقيق اطماعها التوسعية فكيف بإسرائيل وهي التي تقوم على اسس دينية...؟؟ وإذا كانت إسرائيل تعتبر نفسها قبلة اليهود ومحجهم في العالم أجمع...!! فإن إيران قد قدمت نفسها واستطاعت ان تمسك بزمام القيادة الدينية والسياسية لمعظم شيعة العالم وخاصةً العرب منهم...؟؟ وهذا ما قد يجعل الصراع حتمياً بين مشروعين يحملان مواصفات دينية واهداف توسعية وأطماع حاكمية عالمية..؟؟ لذلك فإن اهم ما طالب به نتينياهو المحاورين في لوزان هو انتزاع إعتراف إيراني بوجود إسرائيل وعدم تهديدها..؟؟؟؟ كما جرت العادة بين الحين والآخر..؟؟؟؟ لتصبح المشكلة بين العرب وإيران فقط...؟؟؟
- شعر العرب بعدم قدرتهم على المنافسة في ساحة الصراع الدولي والإقليمي لعدم امتلاكهم مشروع سياسي، لاحتواء ازمات المنطقة او على الاقل ليشكل بداية إقامة توازن في العلاقات مع الدول المحيطة إن لم يكن مع الغرب على الأقل.. ثم غن استغلال إيران للأقليات الشيعية في المنطقة.. زرع ازمات امنية وخلايات تجسسية وتخريبية وإرهابية في وسط كل كيان ودولة عربية..؟؟؟ ثم إن التفاوض بين إيران والغرب يتم على حساب العرب وثرواتهم واستقرارهم..؟؟ وهنا تكمن الخطورة الوجودية بالنسبة للأنظمة كما للشعوب العربية...؟؟
- الصراع مع إسرائيل لم ينته ولم ينجح اي مشروع سلمي في المنطقة وازمة النازحين الفلسطينيين مستمرة، وجاء الان إلى جانب هذا الواقع المرير النظام الإيراني الذي يستثمر في القضية الفلسطينية دون العمل على تحريرها..لأنه يدرك عدم القدرة على إعادة فلسطين وارض فلسطين في ظل الرعاية الغربية فجعل منها مادة استثمار.. مما جعل الشعب العربي والأنظمة العربية بين فكي كماشة إيرانية – إسرائيلية... وينهش جسم الأمة من الداخل عملاء إيران وحلفائها....وهذا ما شجع احد القادة في ايران على القول ان إيران تتحكم بأربع عواصم عربية.....
- الدول العربية لا تحمل ولا تتبنى مشروعاً دينياً.. وهي الأن في حالة مواجهة مع القوى الإسلامية المعتدلة منها والمتطرفة...؟؟ مما سمح لإيران بان تطلق اوصاف تكفيرية وإرهابية وتعممها على من تشاء من هذه التنظيمات بل حتى على الشعوب العربية نفسها.. وتحريض المجتمع الدولي عليها لحماية مشروعها وإخفاء توجهها الديني السياسي... بل على الأقل لتاخير المواجهة ريثما تكون قد امتلكت السلاح النووي الرادع..؟؟؟؟ وهذا ما اقلق المجتمع العربي الذي بدأ يفكر في مواجهة المشروع الديني الإيراني جماهيرياً بدايةً.. وتغير الحال الآن مع انخراط النظام العربي الرسمي او ما تبقى منه في حرب اليمن... لمواجهة حلفاء إيران في المنطقة...؟؟ كما تبدل الخطاب الرسمي العربي في مقاربة توصيف مخاطر المشروع الإيراني.. الديني والسياسي..؟ مما جعل إيران وادواتها في مواجهة مع مختلف الشعوب العربية وانظمة حكما في آنٍ معاً وهذا ما لم يكن عليه الحال في السابق..؟؟
ما هي تداعيات إتفاق لوزان على الداخل الإيراني
في تعليق اولي على مضمون الاتفاق بين إيران ودول الغرب والذي يبرز التباين بل التتاقض بين قادة إيران على طبيعة الاتفاق وبنوده وشروطه...قال حسين شريعتمداري، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إن "اتفاق لوزان بين إيران ومجموعة 5+1 وُلد ميتا.. واعتبر شريعتمداري خلال مقابلة مع وكالة أنباء "فارس"، أن "هذا الاتفاق يعني أننا سلمنا الحصان واستلمنا عنانه فقط"، في إشارة إلى أن إيران استسلمت لمطالب الغرب وقدمت كل التنازلات، بينما لم تحصل على أية مكاسب... من جهة أخرى انتقد النائب إسماعيل كوثري عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني البيان المشترك الذي صدر في ختام مفاوضات لوزان النووية، قائلا: "كنا ننتظر من الفريق المفاوض أن يتصرف بحزم أكبر في هذه المفاوضات، وقد حققت أميركا جميع مآربها، فيما لم نحقق نحن مطلبنا الأساس والمتمثل بإلغاء كافة أشكال العقوبات المفروضة على البلاد". ونقلت وکالة "تسنيم عن كوثري قوله : "للأسف خلال عام مر على المفاوضات النووية فإن الفريق المفاوض لم يقم سوى بإضاعة الوقت، بينما الطرف الغربي حافظ خلال العام الماضي على موقفه السابق ولم يحصل أي جديد"... أما المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، النائب حسين نقوي الحسيني، فقد أكد على "ضرورة إعادة النظر في بيان لوزان"، مشددا على أن "الشعب الإيراني لن يعترف بأي اتفاق لا يؤدي إلى إلغاء كامل للعقوبات". وأکد على أن " لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري ستدرس مختلف أبعاد البيان الذي صدر في لوزان ويتم مطابقته مع السياسة العامة التي تعتمدها إيران " .وأضاف: " إن نواب الشعب في مجلس الشوري يرفضون أي التزام يتجاوز هذه السياسة التي رسمها النظام في موضوع البرنامج النووي ونأمل أن يتطابق البيان المذکور مع السياسة الخارجية للبلد"...
- لن نتوقف عند مصلحة الغرب من توقيعه على الإطار الإولي للإتفاقية... إذ يكفي ان نقرأ ما قاله قادة إيرانيون ومن بينهم مستشار الخامنئي لندرك حجم القلق الإيراني من بنود الاتفاقية..ومضمونها وهي مرفقة...؟؟ فقد اشار الكاتب عبدالرحمن أياس في صحيفة الحياة: ( توقع وزير الخارجية الأميركية جون كيري بدء رفع العقوبات بعد أربعة أشهر على إتمام الصفقة النهائية، إذ إن مراحل الرفع وسرعاتها ستعتمد على التزام إيران تعهداتها في الاتفاق النهائي، وستكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية الرقيب الأول على هذا الالتزام. وسيرفع الاتحاد الأوروبي عقوباته الاقتصادية والطاقوية والمصرفية، التي تشمل حظراً نفطياً على إيران وتعليق عضويتها في شبكة «سويفت» للمعاملات المالية الدولية الضرورية لإجراء تحويلات إلكترونية. وسترفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على أي شركة أميركية أو دولية تقيم علاقات اقتصادية ومالية مع كيانات إيرانية، بما فيها المصرف المركزي الإيراني.... وستبقي واشنطن عقوباتها المتعلقة بالإرهاب وحقوق الإنسان والبرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية. ولن ترفع الولايات المتحدة عقوباتها الأخرى التي فرضتها على إيران بسبب برنامجها النووي إلا بعد فترة طويلة نسبياً من إقرار الاتفاق النهائي لأن ذلك يتطلب متابعة من الكونغرس الأميركي. وفيما سيرفع مجلس الأمن عقوبات فرضها على إيران منذ 2006، يُتوقَّع استمرار التشدد الكبير المفروض على مبيعات مواد يمكن أن تُستخدَم في البرنامج النووي، بما في ذلك مواد لا يقتصر استخدامها على ذلك. وتبقى تفاصيل كثيرة في انتظار اتفاقات أخرى..)..
- اكدت إيران بتوقيعها الاتفاقية ببنودها الحالية ما سبق ان قاله رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، من حاجة إيران للتوقيع على الاتفاقية..للخروج من عزلتها السياسية وأزمتها الاقتصادية..
- إن الاحتفالات التي عمت الشارع الإيراني تجعل من الاتفاق خشبة خلاص للشعب الإيراني للتخلص من العقوبات التي حرمته من اشياء كثيرة وجعلته عرضة لمعاناة قاسية...
- تسعى إيران من خلال توقيعها على الاتفاقية إلى الإفراج فوراً عن 100 بليون دولار هي عبارة عن عائدات نفطية إيرانية عالقة في الخارج بسبب العقوبات الأميركية.
- إن التوقيع على الاتفاقية بمضمونها الحالي يرفع من منسوب التساؤل بين أبناء الشعب الإيراني حول السبب الحقيقي الذي دفع بالولي للتعنت سنوات قبل الموافقة على الشروط نفسها مما تسبب بخسائر ضخمة للإقتصاد الإيراني تجاوزت 200 مليار دولار كما ذكرت مصادر اقتصادية... حرم منها الشعب الإيراني...
- من سوف يحاسب القيادة السياسية اتي يختصرها الولي الفقيه بشخصه ودوره وولايته على الامة وثرواتها وسياساتها..ثم لا يستطيع احد ان يحاسبه لا إعلامياً في العلن ولا حتى سياسياً من خلال صندوق الافتراع..؟؟؟؟
- الاندفاعة الإيرانية نحو التسوية ولو بشكل أولي.. يدفع كل مراقب للتساءل حول مصير أدوات إيران في المنطقة...؟؟ وهل سوف تستمر إيران في استخدامهم بيادق حرب وفوضى وقلق في المحيط العربي والدولي لتنفيذ مشاريعها ..؟؟ أم انها قد وصلت للحائط المسدود واقصى ما يمكن تحقيقه من هذه المفاوضات وبالتالي لم يعد لهم من ضرورة...؟؟ والمشهد الحوثي في اليمن قد يكون مؤشراً على ابتعاد إيران عن التورط بشكل مباشر في أي صراع مسلح..؟؟؟ رغم انها من دفع بهذه المجموعات نحو الصراع المسلح المباشر...؟؟؟؟
- ما هو مصير الاتفاق الأولي في حال رفضه مجلس الشورى الإيراني كما اشار المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى..؟؟؟؟
يمكن القول ان توقيع الاتفاق بشكله النهائي مع ملحقاته التفصيلية في نهاية شهر حزيران/يونيو المقبل... رهن التزام ايران ومجلس الشورى الإيراني بإطار الاتفاق الأولي والموافقة عليه... وبالتالي فإن إيران سوف تسعى خلال هذه الفترة إلى تهدئة الامور السياسية والأمنية في محيطها.. فما دفعها للتوقيع هو ازمتها السياسية والمالية التي وصلت إلى درجة خطيرة بات معها مصير النظام ومستقبله على المحك...خاصةً مع تحرك الأقليات الإيرانية التي بدات تتلمس حالة من التململ حتى في الأوساط الفارسية نفسها وبين قوى الطبقة الحاكمة التي بدات تتساءل عن مغزى الانفاق على صراعات في الخارج لا افق لها بالانتصار.. فالانخراط في حروبٍ متعددة في دول مختلفة انهك الاقتصاد الإيراني المتعب بسبب العقوبات، ومع ازدياد الضغوط الداخلية من قبل التجار وارتفاع معدل البطالة كان لا بد من البحث عن حل لتسوية الملف النووي ولو على حساب الاستراتيجية التوسعية التي تحتاج السلاح النووي.. ولكن تداعيات هذه الأزمة لا بد من ان تنعكس على الداخل الإيراني انقساماً وصراعاً بين اجنحة مختلفة بعضها يسعى لتهدئة المور وىخر لا يرى سبيلاص سوى في متابعة الصراع حتى النهاية.. وهنا لا بد من تحميل المسؤوليات للبعض كثمن لا بد منه لتفسير الهزيمة السياسية والخسائر الاقتصادية التي تحملتها إيران.. هذا في الداخل... أما في الخارج فإن حلفاء إيران سوف يدفعون ثمناً باهظاً لتحالفهم مع نظام انتهازي قومي، استعمل الجميع لتحقيق طموحاته كما لدفع ثمن هزيمته...
أبرز النقاط في «الاتفاق الإطار»
(اف ب)
أبرمت الدول الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) وايران الخميس في لوزان وبعد مفاوضات طويلة اتفاق اطار لتسوية الملف النووي الايراني يشكل مرحلة مهمة على طريق اتفاق نهائي يفترض ان ينجز بحلول 30 حزيران.
في ما يأتي «المعايير» الرئيسية لهذا الاتفاق كما قدمتها السلطات الاميركية التي قالت انه «ما زال يجب التفاوض على تفاصيل تطبيقها» وان «لا شيء يعد مقبولا ما لم يتم قبول كل شيء»:
التخصيب: - عدد اجهزة الطرد المركزي سيخفض من 19 الفا بينها 10200 قيد التشغيل الى 6104 (اي بمقدار الثلث). ومن الاجهزة الـ6104 سيكون لـ5060 فقط الحق في انتاج اليورانيوم المخصب لعشر سنوات. وستكون اجهزة للطرد المركزي من الجيل الاول.
- ستخفض طهران مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب من عشرة آلاف كيلوغرام الى 300 كيلوغرام مخصب بنسبة 3,67 بالمئة لمدة 15 عاما.
- وافقت طهران على الامتناع عن تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3,67 بالمئة لمدة 15 عاما.
- ستوضع المواد الفائضة تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا يمكن استخدامها الا كبديل.
- وافقت ايران على عدم بناء منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عاما.
نقطة الانعطاف: هي في لغة الخبراء الزمن اللازم لانتاج كمية كافية من اليورانيوم المخصب لانتاج سلاح نووي. وهذه الفترة محددة حاليا بشهرين الى ثلاثة اشهر واصبحت حاليا بموجب الاتفاق سنة على الاقل لمدة عشرة اعوام.
فوردو ونطنز: - وافقت ايران على عدم تخصيب اليورانيوم لمدة لا تقل عن 15 سنة في موقع فوردو الواقع تحت جبل لذلك من المستحيل تدميره في عمل عسكري. ولن تبقى مواد انشطارية في فوردو لمدة 15 عاما على الاقل. سيبقى هذا الموقع مفتوحا لكنه لن يجري عمليات تخصيب لليورانيوم. وسيسحب نحو ثلثي اجهزة الطرد المركزي من الموقع.
- نطنز: المنشأة الايرانية الرئيسية للتخصيب وتضم اجهزة طرد مركزي من نوع أي أر-1 من الجيل الاول وآي آر-2ام الاسرع، وهي قادرة على استيعاب خمسين الفا من هذه الاجهزة.
وافقت طهران على ان يصبح نطنز المنشأة الوحيدة للتخصيب وسيزود بـ5060 جهاز أي أر-1 من الجيل الاول لمدة عشر سنوات. اما اجهزة الطرد المركزي الاخرى فستسحب وتوضع تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
المراقبة: - ستتولى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة كل المواقع النووي الايرانية بانتظام.
- يمكن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية دخول مناجم اليورانيوم والاماكن التي تنتج «الكعكة الصفراء» (نوع مركز من اليورانيوم) لمدة 25 عاما.
اراك: - سيدمر قلب هذا المفاعل الذي يعمل بالمياه الثقيلة او ينقل خارج الاراضي الايرانية. وسيعاد بناء المفاعل ليقتصر على الابحاث وانتاج النظائر المشعة الطبية بدون انتاج بلوتونيوم يتمتع بقدرات عسكرية. وسيرسل الوقود المستخدم الى الخارج طوال عمر المفاعل.
- لا يمكن ايران بناء مفاعل بالمياه الثقيلة لمدة 15 سنة.
العقوبات: - ترفع العقوبات الاميركية والاوروبية فور تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على احترام ايران لتعهداتها ويعاد فرض هذه العقوبات اذا لم يطبق الاتفاق.
ترفع كل العقوبات المفروضة بموجب قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي ما ان تحترم ايران كل النقاط الاساسية في الاتفاق.
يبقي قرار جديد للامم المتحدة الحظر على نقل التكنولوجيا الحساسة ويدعم تطبيق هذا الاتفاق.
فترات تطبيق الاتفاق: تتراوح بين عشر سنوات و15 سنة بحسب النشاطات وستكون صالحة لـ25 عاما لعمليات التفتيش لسلسلة التزود باليورانيوم.