ما حقيقة الأوضاع التي تعيشها القرى البقاعية المحاذية لسوريا؟ وما مدى صحة الأخبار المتداولة في "أن أهاليها عمدوا إلى تشكيل لجان شعبية مسلحة تقوم بحراسة هذه القرى لمواجهة ثوار سوريا؟ ولماذا تنتشر أخبار التسليح والأمن الذاتي تحت أعين الدولة اللبنانية؟
عادت السلسلة الشرقية عند الحدود اللبنانية السورية لتكون مجددا حديث الشارع السياسي والأمني، مع تطور لافت، ألا وهو قيام مليشيا حزب الله بزرع الشك والخوف في نفوس اهالي البقاع الشمالي الذين يحيطون بكافة مجريات الأحداث التي تحصل عند حدود مناطقهم وداخل مساحات واسعة من أراضيهم الملاصقة للأراضي السورية من جهة القلمون.

الحياديون !
يتوزع أهالي القرى المسيحية في قضاء بعلبك "سياسيا" بالتساوي بين التيار العوني والقوات اللبنانية (جعجع) مع وجود نسبة ضئيلة تنتمي للحزب السوري القومي الذي يتماهى في نشاطه ومواقفه مع العونيين. 
كل طرف يتبع تعليمات حزبه في التعامل مع أي حدث أمني أو سياسي، فيما تبدو "أمنيات" المحايدين غير المنتمين لأي تنظيم سياسي واضحة ، وذلك بالرغبة في سقوط نظام الأسد السوري نظرا لتاريخ العلاقات بين النظام وهذه القرى وتحديدا بما يتعلق بالمجازر التي ارتكبت بحق قرى القاع وراس بعلبك وجديدة الفاكهة غداة الحرب الأهلية والتي أدودت بحياة 26 شابا. ولكن تلك الأمنيات بدأت تصطدم بما يروجه حزب الله، كالمصير الذي سيواجهونه في حال سقوط الأسد، معنونا حملته تلك "كيف ستواجهون الجماعات التكفيرية".

حزب الله يسلح مجموعات مسيحية
مسؤول في تنظيم مسيحي يشرح كيفية تعامل الاهالي مع الظروف المستجدة بالقول: "من حق أي شعب أن يثور ضد حكامه خصوصا إذا كانوا ظالمون مثل آل الأسد... أما في حال الاعتداء علينا فسنكون جاهزين للرد ولو بسكين المطبخ رغم أننا نعرف ونعلم بان هذا لن يحصل على الاطلاق". 
وعلى مايبدو أن أمور تتكشف في تلك المناطق بعد قيام حزب الله بتزويد مجموعات مسيحية داعمة له مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي والتيار الوطني الحر إضافة الى تدريبهم على استعمال السلاح.
يقول أحد المسؤولين المسيحيين في المنطقة لأورينت نت "للأسف هناك بعض أصحاب النفوس الضعيفة والقلوب المرتجفة يتم سياقهم بموجة التسليح هذه مع العلم أننا حذرناهم وقلنا لهم بأن حزب الله يريد استعمالكم كوقود في معركته وسوف يضعكم في بوز المدفع".

"العونيون الجبناء"!
داخل بلدة القاع الأمور تتشابه مع تلك التي تجري في البلدات غير المسيحية، (ريمون) أحد الكوادر في المنطقة ومسؤول عن مجموعة من الشباب التابعين لتيار عون المنتشرين على حدود البلدة المشرفة على الجرود المعروفة باسم مشاريع القاع. يقول ريمون" نحن وحزب الله ننتشر عند هذه الحدود ونحن مستعدين للهجوم وليس الدفاع فقط". كلام ريمون يتعاكس مع كلام إحدى نساء البلدة التي تؤكد أن "هذه المجموعات ليست فعّالة بقدر ماهي جبانة وخائفة وهي تركز على عمليات السرقة اثناء الليل بعدما إجبار الناس التزام بيوتهم وعدم الخروج منها إلا بعد تبليغهم وألا سيكون الموت مصيرهم واعتبارهم ارهابيين ".
وتقول سيدة أخرى نحن هنا في القرى الحدودية للقلمون ولجرود عرسال نسمع كثيراً أن قائد جبهة النصرة في القلمون (أبو مالك التلي) لا يرغب بالقيام بأي هجوم باتجاه الأراضي اللبنانية وهو دائما يُرسل رسائل الى مناطق الجوار يطمئن بأن هدفه ليس الدخول الى الاراضي اللبنانية فهو معني بالحرب مع النظام السوري وحلفائه في حزب الله". 

"سرايا المسيحيين"
يعتبر حزب الله هو الراعي الرسمي لـ(سرايا المسيحيين) وهي عبارة عن مجموعات من مسيحييّ قرى البقاع وتحديدا البلدات الحدودية وتضم بعض من القوميين السوريين إضافة الى بعض العونيين. لكن بعض الشبان المناهضين لهذه السرايا في قراهم يقولون إنها حلت مكان الاستخبارات السورية التي كانت تهيمن على أهالي القرى المسيحية وهؤلاء جميعهم ملثمون حتى أننا لا نعرف ما إذا كانوا من أهالي القرى أم هم غرباء وينتمون الى حزب الله". 
لايجرؤ أحد على سؤالهم أو التعاطي معهم، لاسيما أن الدولة اللبنانية غائبة، كل شيء بيد حزب الله، ومابدا واضحاً من تصرفات تلك (السرايا) هو عمليات كسر وخلع أبواب المحلات والمنازل، وتصرفات بدأت تخيف الأهالي هناك .     المصدر: اورينت نت