الجمعة العظيمة..جمعة الآلام وتعرف بعدة أسماء أخرى أشهرها الجمعة العظيمة هو يوم احتفال ديني بارز في المسيحية وعطلة رسمية في معظم دول العالم، يتم من خلاله استذكار صلب يسوع وموته في الجلجثة ودفنه.
ويرمز هذا اليوم بالنسبة للمسيحين إلى اليوم عندما تم فيه اقتياد عيسى المسيح حسب المعتقدات من بيت الكاهن الأكبر كاياف إلى بوتي بيلان النائب العام الذي حكم عليه بالصلب ونفذ الحكم في نفس اليوم على عيسى المسيح وصلب في الجلجلة حيث توفي.
بينما كان جسده يعاني أشد عذاب عرفه الإنسان كان يدعو "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون". لقد كان هذا فداء الحب من أجل إنقاذ العالم الذي يتذكره المؤمنون الأرثوذكس يوم الجمعة العظيمة.
ويعتبر هذا اليوم، يوم صيام قاس حيث لا يسمح فيه سوى تناول الخبز والماء فقط، وأيضا لا تقرع الأجراس إنما يتم الإعلان عن كل القداديس بالجلاجل الخشبية فقط. التحضير للحزن يبدأ مساء يوم الخميس حيث يبدأ السهر الكبير في كافة الكنائس. ويقوم القساوسة الذين يرتدون الأزياء الداكنة بقراءة الإنجيل عن معاناة المسيح قبل صلبه بينما يقوم المؤمنون بالدعاء وهم يحملون الشموع المشتعلة. وفي الكنائس الأرثوذكسية تقرأ قبل الظهر مقاطع من الإنجيل التي تتحدث عن الآلام التي عايشها قبل يوم الجمعة عندما صلب. وعند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر تبدأ الواجبات الدينية المسائية التي تتعلق بإنزال جسد المسيح عن الصليب حيث تكون هناك طاولة مزينة خصيصا توضع أمام المذبح الذي يمثل قبر المسيح ويوضع عليها الكفن. ويعتبر جزءا مهما من الطقوس الكنسية حمل الكفن الأحمر الذي يطوف به القساوسة 3 مرات حول الكنيسة تصاحبه نقرات الجلاجل الخشبية وهو ما يمثل رمزا لدفن المسيح.
ومن ثم يوضع الكفن أمام المذبح الذي يقبل المؤمنون على تقبيله في صمت وخشوع حتى مساء يوم السبت قبيل البعث الذي يبدأ الاحتفال به ابتداءا من منتصف الليل.
وبتقبيل الكفن الذي يرمزه القماش الذي لف به جسد المسيح بعد إنزاله عن الصليب يقوم المؤمنون بتقديم طقوس الإجلال لما ضحى به من معاناة حبا منه لنا نحن الناس. تغيب مظاهر الفرح والغناء عن الأجواء المسيحية حتى عيد الفصح عندما بعث المسيح ويعبر فيه المسيحيين عن الإجلال لتضحية المسيح والإيمان بأنه بدون معاناة وموت لا يوجد بعث.