" أرابيش " أو "فرانكو أراب " تختلف التسميات والمفهوم واحد هو لغة النت، لغة الواتس والفايس والتويتر وسائر وسائل التواصل الاجتماعي ، هي اللغة التي تكتب بها العربية بحروف وأرقام أجنبية فيفهمها جيل الشباب بسرعة ويعبرون عنها بطريقة أسلس من لغتهم الأم .
ففي التكنولوجيا اللغة رموز والانفعالات تعبر بسمايلات متنوعة تتوافق مع كل الحالات .
هذه اللغة التي اختصرت الكلمات وأفقدتها هويتها يعتبرها الشباب لغتهم وعن سبب الكتابة بها وليس العربية ؟
تقول آية (18 سنة ) ان الكتابة بها " أحلى " لتضيف " الكل بيكتبوها عادي " أما اسراء (14 سنة ) فعند سؤالها عن سبب الكتابة بها تبادرني بتحذير أن لا أنبهها لتأثيرها السلبي ( لانها بعدا اخدة محاضرة من معلمتا ) وتضيف ( اي هيدي الموضة ) .
ربيع ( 23 عاماً) فيقول أنها " أريح " وأسهل من العربية " ما بتلبك " .
أما صلاح ( 37 عاما) فيقول أن هذه اللغة كمغترب تسهل عليه التواصل مع أبناء جاليته من المغتربين اللبنانيين ليضيف ( الي عايشين بلبنان بيستعملوها أكترعفكرة ) نسرين موسى ( 33 عاما ) وهي التي تتقن العربية شعراً ونثراً غير أنها في بعض الأحيان تستعمل لغة النت ، أما عن السبب فتجيب ( عدوى ) وأنه حينما يراسلها أحدهم بالعربية ترد بها وحينما يراسلوها بلغة النت تقوم بالرد بها أيضاً . أما عن سلبياتها فتقول سلبية واحدة وهي : الأخطاء الإملائية التي يرتكبها هذا الجيل بسبب إدمانه على هذه اللغة .
هي لغة فرضت نفسها على مجتمعنا الالكتروني ، سواء رضينا أم لم نرضَ ، غير أنها أثرت سلباً على اللغة الأم ( واللغة هي الهوية ) فعبير وهي معلمة لغة عربية تقول أن هذه اللغة سببت تراجعاً في المستوى لتؤكد أن معظم الطلاب أصبح لديهم ضعف في لغتهم الأم ، فهم يعجزون عن كتابة جملة صحيحة .
أما عتاب وهي معلمة لغة عربية أيضاً منذ 4 سنوات ، ترى أن للغة النت تأثير على المستوى للطلاب وخاصة في الإملاء حيث أن طلابها في الصف العاشر يستخدمون في مسابقاتهم أحياناً هذه االلغة .
وفي حديث مع الدكتور اميل ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺤﻘﻖ ﻣﻌﺎﺻﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻷﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻓﻲ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ (ﺍلفرﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ).
قال آن هذه اللغة (لغة النت ) تؤدي إلى تراجع لغوي فالطلاب يكتبون بالعامية وبالحروف المختلطة ، اما الحل فهو بتبسيط اللغة فلغة القرآن والعصور الأدبية السابقة يصعب على الطلاب إتقانها لذا لا بد من ترغيبهم بالعربية عبر تبسيطها لتصبح مثل لغة الصحف والمجلات .