كما توقع موقع لبنان الجديد خلال الأيام الأخيرة إن العطلة الرسمية الايرانية لرأس السنة الجديدة، فعلاً تزامنت ولو في يومها الاخير مع الفرحة الانتصار في الملف النووي، التي لن تقل عن فرحة العيد عند اغلبية الشعب الايراني في عامه هذا.
ومن خلال الافراح الشعبية التي عمت ايران في اليوم الماضي يبدو ان الشعب الايراني بحاجة الى عطلة جديدة ليعوض عن معاناة التي تحملها طيلة فترة العقوبات النووية القاسية.
إن العالم وخاصة الشرق الاوسط نجا من خطر عظيم بوصول طرفي المفاوضات النووية إلى صيغة لحل القضية النووية الايرانية تتمثل في بيان التفاهم الذي أعلن عنه منسقة الاتحاد الاوربي في شؤون الخارجية مونيكا موغريني ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يوم الامس في مدينة لوزان السويسرية.
وذلك بعد لقائات متكررة استمرت 8 أيام في جولتها الأخيرة ويقال إن احدى الاجتماعات بين الوفد الايراني وبين الوفد الاميركي في اليوم الاخير استمرت لمدة 7 ساعات متواصلة لتسجل احد اطول المفاوضات الدبلوماسية في تاريخ العالم. وعاد الفريق المفاوض الايراني صباح اليوم الى طهران وسط استقبال المواطنين.
اهم بنود التفاهم هو حصر التخصيب في مفاعل نطانز وتغيير وظائف مفاعل أراك وتحويل مفاعل فوردو الى مفاعل مخصصة لمهمات بحثية لفيزيا النووية، غير التخصيب، يشارك فيه اوربيون وآخرون. وهكذا سوف يتأكد العالم من سلمية برنامج ايران النووي وعدم انتاج ما يتم استخدامه عسكريا في المفاعل الايرانية.
اعتقد ان الاعلام الغربي سيتركز على موضوع تحويل وظائف فوردو من التخصيب الى المهامات البحثية وتعتبره انجازا كبيرا للطرف الغربي ولكنني اعتبر ان هذا ليس تنازلا ايرانيا، فإن مفاعل فوردو لم تكن مخصصة للتخصيب اساسا، وما دفع بايران لتحميلها قسما من وظائف مفاعل نطانز هو اشتداد الضغوط الغربية والدولية مما جعلت ايران تتخوف على مفاعل نطانز من قصفها من قبل اسرائيل. والميزة الرئيسية التي تملكها مفاعل فوردو هي انها غير قابلة للقصف حتى القصف النووي، وأظهرت إيران للغرب بأنها لم تضع جميع بيضاتها في سلة نطانز، التي قابلة للقصف، بل لديها المزيد.
ومن سخرية القدر، ان مفاعل فوردو التي تقع في منطقة صحراوية بين طهران وقم، احدثتها الولايات المتحدة في عهد الشاه كمستودع لمختلف الآليات الحربية للدفاع عن ايران حيال اي هجوم محتمل، خاصة من قبل الاتحاد السوفيتي.
وتبقى الآلاف من الاجهزة الطرد المركزي داخل مفاعل فرودو من دون التخصيب، تحسباً للطوارئ غير المرغوبة فيها. وبطبيعة الحال، رفع العقوبات بشكل كامل، سيعيد ايران الى المجتمع الدولي كما يعيد بالشركات الاوربية الى ايران، وخاصة تلك الشركات التي كانت ناشطة لعقود في ايران.
فهناك فرحة للشعب الايراني وحكومة الرئيس روحاني والشركات الصناعية الاوربية، وفي المقابل هناك استياء ابداها منذ الآن المحافظون المتشددون الذين اشكلوا على التفتيش المباغت للمفاعل النووية، كما ستتضرر الشركات الصينية من تداعيات الاتفاق وربما ستغضب بعض البلدان العربية، بجانب الكيان الصهيوني.