دخلت المنطقة منذ ما يقارب الأربع سنوات حالة من الارتباك والفوضى السياسية , جاء ذلك بعد تحركات شعبية في عدد من الدول العربية سُميت فيما بعد بالربيع العربي وكانت في بداياتها ثورات شعبية تطمح إلى الإصلاحات والحرية والديمقراطية وتطوير الانظمة السياسية في بلادها وسرعان ما جرى القضاء على هذه الثورات لتتحول فيما بعد إلى أعمال مسلحة في بعض الدول وإلى مجموعات طامحة إلى السلطة والرئاسة في دول أخرى وأدت فيما بعد عوامل عديدة لتتحول هذه الصراعات إلى صراعات طائفية ومذهبية تديرها وتشرف عليها دوائر استخباراتية عدة عربية وأجنبية .
وأدت هذه الصراعات إلى مشاهد دامية في العديد من الدول من لبنان الى سوريا إلى العراق الى اليمن فالبحرين وغيرها ولا تزال هذه الدول الى هذه اللحظة تعاني تبعات هذه الحروب السافرة حيث باتت هذه الدول مسرحا للصراعات الدولية التي اتخذت من دول الشرق الاوسط مسرحا لألعابها السياسية القذرة .
وقد استطاعت الولايات المتحدة الامريكية ومن معها تغذية هذه الحروب بعناوين الطائفية والمذهبية ونجحت إلى حد كبير في تكريس مفهوم النزاع الطائفي والمذهبي في منطقة الشرق الأوسط وتحول الصراع من صراع بين مجموعات وأحزاب متفرقة إلى صراع بين الدول تتشكل عناصره الآن مع بداية الهجوم السعودي العربي على اليمن .
ولئن كان الحوثيون المستهدفون في الهجوم السعودي من الشيعة التي تناصرهم وتدعمهم إيران فإن الصورة يجب أن لا تتحول الى حرب طائفية ومذهبية بين السنة والشيعة ويجب ان تبقى هذه الصراعات في نطاقها السياسي وضمن اللعبة السياسية والمصالح السياسية لهذه الدول وخصوصا أن هذه الدول نفسها كانت وما زالت من الدول الحريصة على الحوار بين الشعوب وخصوصا الجمهورية الاسلامية الايرانية التي ما زالت الى اليوم من الدول الرائدة في تكريس مبدأ الوحدة الاسلامية وما زالت تقيم المؤتمرات التي تساعد على تكريس هذه الوحدة بين كافة المجتمعات والمكونات الاسلامية , وقد كان مؤسس هذه الثورة الإمام الخميني (قدس سره ) من السباقين في الدعوة الى الوحدة والحوار بين المسلمين ودعى إلى إعلان اسبوع الوحدة الاسلامية كمناسبة سنوية للتواصل والحوار والنقاش بين سائر الطوائف والمذاهب الاسلامية ولا تزال الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم الى يومنا هذا كل الحركات السنية المناهضة للكيان الصهوني الغاصب وفي سياق ذلك يأتي دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للعديد من الاحزاب والتيارات في الوطن العربي والاسلامي .
وأمام هذا الواقع وبالرغم من الاصطفافات الطائفية والمذهبية الحادة التي تطغى على المشهد السياسي في المنطقة فإن المسؤولية كبيرة على عقلاء الطوائف ومثقفيهم وعلمائهم في إخراج الطوائف والدين من هذه الحروب السياسية والنأي بالطائفة والدين عن الدخول في هذه الحروب التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من الفرقة والدماء بين المسلمين .
كاظم عكر
من يؤجج الحرب الطائفية إيران أم السعودية ؟ كاظم عكر
من يؤجج الحرب الطائفية إيران أم السعودية ؟ كاظم...كاظم عكر
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
752
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro