خسارة وربح في اليوم الأخير للمفاضات وفي الساعات الأخيرة من يوم 31 أذار وبينما كان المفاوضين ببذل أقصى جهودهم لإنجاح المفاوضات، كان الشعب الإيراني بأغلبيته الساحقة يتفرج المباراة الودية لكرة القدم بين المنتخب الإيراني والمنتخب السويدي.
ورغم أن المنتخب الإيراني لكرة القدم، خسر النتيجة بهدف مقابل الثلاثة، إلا أن النتيجة في سويسرا كانت مختلفة عما هي في سويد، حيث أن الفريق الإيراني لم يخسر النتيجة ويبدو أن أقل ما يمكن القول عن النتيجة إجمالياً لحد الآن، أنها تعادل إيجابي، إن لم نقل بأنها انتصار كبير لإيران.
و يمكن القول في نفس الوقت أن تلك النتيجة الإيجابية يعتبر فوزاً رائعاً للرئيسين الإيراني والأميركي، لأن كلاهما بحاجة ماسة لهكذا انتصار، لاستثمارها في الداخل. وهكذا من خلال جميع التصريات يبدو أن الصفقة بين إيران والدول الست تم إنجازها وما تبقى منها مسألة الكتابة وتحديد المكان المناسب لتوقيعها حيث إيران تصر على أن يتم التوقيع عليها في جنيف وفي مقر الأمم المتحدة، بما له من الدلالة الرمزية بينما الدول الست كانت مستعدة لتوقيعا في
لوزان السويسرية. وسيشهد العالم، أحد أهم الاتفاقيات التاريخية بين إيران والدول الخمس زائداً واحد، وستقطف الجمهورية الاسلامية ثمار صمودها أمام الغطرسة الأميركية والأوربية ونفسها الطويل ومثابرتها في التأكيد على حقها. وستعطي إيران شعباً وحكومةً درساً جديداً وجديراً بالمحاكاة لجميع الشعوب المضطهدة في العالم بأن الحصول على قمة التقنية الحديثة ليس حصراً على الدول الأوربية والولايات المتحدة، بل من حق جميع الشعوب، وأن الضغوط الدولية والأميركية لن تغير مصير الشعوب لو كان هناك وعي وإرادة وصمود.
ستسجل المفاوضات النووية التي أدارتها حكومة الرئيس روحاني، نموذجاً متألقاً ورائعاً للدبلوماسيين ليعرفوا كيف يمكن التقدم في سبيل الحفاظ على المصالح، واسترداد الحقوق الضائعة، من دون حاجة للاستفزاز ورفع الشعارات الواهية وبانتهاج دبلوماسية رصينة ومتينة .
إن الأيام الأخيرة لعطلة رأس السنة الإيرانية ستتزامن مع الاحتفال بالنصر في الملف النووي وبامتلاك حق التخصيب ورفع جميع العقوبات الظالمة الدولية والأميركية والأوربية. إن إيران ستفتح صفحة جديدة من تاريخها، بينما الأخرون منشغلون بانتصاراتهم الوهمية الكاريكاتيرية، وعاصفتهم التي اجتازت المدنيين، والمضحك المبكي هو أنه بينما أصحاب الجلالة والسمو وقعوا في وحل اليمن، إيران تتجاوز منعطفاً تاريخياً كبيراً.
وداعاً أيتها العقوبات الظالمة، وداعاً أيتها الغطرسة الغربية.
نعم، إيران اليوم غير إيران الأمس!