عندما تعلن حكومة لبنان النأي بالنفس ، ندرك في حينها أن هذه الحكومة لا تمثل لبنان والفرق المتعارضة بحكومته .
فأين النأي بالنفس في تغريدة الحريري المباركة لعاصفة الحزم والمؤيدة للمملكة وأين هو من خطاب نصر الله المدافع عن ايران وسيادة اليمن وحق الحوثيين ؟
فمن جهته وزير الصناعة حسين الحاج حسن اعتبر ما عبر عنه تمام سلام في القمة العربية لا يعبر عن رأي لبنان الرسمي .
ولا نستغرب تصريح الحاج حسن فالحزب لا مؤيد للعاصفة الخليجية ولا ينتهج مبدأ النأي ؟
فحزب الله يتخذ قرار الحرب والسلم دون الاعتراف بالدولة ولا بحكومتها ( فما يحق للحزب لا يحق لغيره ) ، كما أنه ولمصالح حلفائه الدمشقيين والايرانيين سبق وانخرط الحزب في معارك سوريا وما زال في جبهتها ، لذا لا نستبعد أن يشد الرحال إلى اليمن وبهذا تكون سياسة النأي بالنفس قد سقطت .
فالسيد لن يقف مكتوف الأيدي في حال استطاعت عاصفة الحزم فرض سطوتها على الحوثيين وبالتالي ( كسر الغرور الايراني ) ، وحينها لا بد أن تتحول دعوة الجهاد والشهادة إلى اليمن ضد الخليج .
من جهة أخرى النصف الآخر من لبنان ( سعودي ) فالشيخ سعد وقاعدته الشعبية وصديقه الجنبلاطي أسقطوا فارس وهللوا ( لبيك سلمان ) حتى ذهب الأمر بالنائب وليد جنبلاط إلى أن يقترح استبدال تسمية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بـ"فارس الإسلامية " .
في هذا يبدو الحوار على الرغم من محاولات تثبيته ( فاقد الصلاحية ) ، فما بين التدخلين الايراني والسعودي وما بين عدم الاعتراف ونفي هذه الهيمنة على السياسة الداخلية من قبل الأزرق والأصفر ، نجد الحوار مضيعة وقت ، إذ لا نية حقيقية للتوصل لتسوية كما أن الانقسامات بين الطرفين إثر الأزمة اليمينة بلغت الأوج .