عودت قناة الجديد محور الممانعة على رأيها المؤيد لهم سواء كانوا على حق أم خطأ، وما إن وصفت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحديثه بالإنفعالي والذي شهد على ذلك أيضا مؤيدوه، بدأت سهام الإنتقادات والإتهامات من قبل جواد نصرالله نجل السيد تنهال على هذه القناة وعلى كاتبة المقدمة مريم البسام وعلى مالكها ومديرها تحسين بك الخياط فقال على الفيسبوك:
وربما ما قام به جواد صدم البعض وفاجأ أيضا الكثير خصوصا أن حزب الله مشهود له بعدم الرد لكن نطق قناة صديقة لآراء مخالفة أصبحت خيانة، فنسف بهذه التغريدات صداقة طويلة الأمد مع قناة عاشت عمرها مدافعة عن وقراراته لتشتعل جبهة من الحرب بين جواد والجديد، فانتقاد بسيط لنصرالله دفع بجواد عبر حسابه على تويتر إلى إعلان هاشتاغ دكانة_الجديد .
قام جواد بمهاجمة من يخالفه الآراء وكأن وجود منازع لهم في السياسة ممنوع، وبتخوين قناة الجديد واتهامها بأنها تقبض معاشا من قطر لإتهامها نصرالله بأنه يتكلم بلسان إيران. واللافت هنا أنه اتهم البسام بالدفاع عن من يدفع لها الأموال، ما يجعلنا نفترض أن الحزب أيضا كان ممن يدعم الجديد ماديا لتدافع بهذه الطريقة المتشددة وكأنها "المنار".
هذا الكلام غير المتوقع من نجل نصرالله جعل كل الحقد الدفين تجاه من يخالف الآراء يخرج إلى الملأ أي (نحن أو لا أحد)
ولمن يتهمنا بالعنصرية وبالتخبط في الإساءة لحزب الله فليس هذا المقصود، فجواد لم يخطىء عندما عبر عن احترامه لقناة المستقبل باعتبار أنها تحافظ على وجهة آرائها. فالجديد منذ بداياتها تدافع وتؤيد وتتبنى كل ما يقوله نصرالله لتأتي اليوم وبعد حصول الإتفاق السعودي -القطري لأول مرة منذ أكثر من عقد لتهاجم وتتنصل من القناعات التي تبنتها كونها مدعومة ماليا من قطر، فلم يستطع بذلك الخياط والبسام الحفاظ على مبدئهما السياسي باعتبار أن خطورة فقدان التمويل قائمة وقرروا بذلك التخلص من صداقة الحزب مقابل التمويل والسند القطري.
هذا ما لا يقبله عقل، ففي لبنان لا صديق وفي في الإعلام وإن كان جواد أساء للجديد إلا أنه صدق أيضا، فالمهاجمة ليست من حقه لكنه أضاء على قضية في لبنان تستوجب الوقوف عندها ألا وهي حرية الإعلام والتوجهات المحايدة لم تكن يوما قناة الجديد كمثيلاتها من المستقبل والLBCI والمنار والNBN المعروفون بتوجهاتهم السياسية لكن التلون الذي تتخبط به قناة الجديد و"استهبال" جمهور المشاهدين فتارة معكم وتارة عليكم يجعل من مصداقيتها صفرا وربما بذلك خسرت جمهور محور الممانعة الذين اعتبروها في يوم ما " خطا أحمر لا بجوز التهجم عليها".
الجديد متلونة بسبب عدم وجود داعم مسقر على رأي لكن أين الحيادية في الأخبار في جميع القنوات اللبنانية؟
فلو كانت الجديد حيادية ولو كان جواد نصرالله متقبلا لواقع " صديقك اليوم عدوك بكرا وكل إنسان حر برأيه" لما انفعل بهذه السرعة وتبنى أقوالا لا تعبر عن أدنى مستوى من أخلاقية المقاومة التي ينادي بها والده .
فالبارحة طالبت قناة الجديد بمقدمتها باعتذار وقالت عن جواد طفلا وبالمقابل تنازل جواد عن حقه عبر الفيسبوك، بالقول:
ولاحقا، عندما تختلف قطر والسعودية، هل سنشهد مدحا من جديد بين الإثنين، أو حدود الصداقة انتهت؟