..مرَّة جديدة يثبتُ العلامة السيد علي الأمين أنه سيِّدُ رأيٍ ، لا تأخذه في الله لومةُ لآئمٍ ،فكما خرج شاهراً سيفَ الكلمة والموقف على الثنائي الشيعي ، رغم موقعه ومصلحته ونفوذه ودوره داخل الطائفة الشيعية الكريمة ، وتخلَّى عن ما تخلَّى عنه ، لسدادٍ رآهُ في رأيٍّ مختلف مع رأيي كلٍّ من حركة أمل وحزب الله...
ونتيجةً لذلك دفع العلامة الأمين الثمن غالياً ، وما زال بعيداً عن جنوبه وأهله ودياره ومركزه وحوزته ، إيماناً منه بقناعةٍ منسجمة مع مبناهُ العلمي الفقهي والسياسي...
ها هو اليوم يكرِّر موقفه عمَّا يجري في عالمنا العربي والإسلامي ، وبالخصوص ما يتعلَّق بالحرب على اليمن الحبيب والشقيق ، رغم أنَّ الألسن قد طالته ونالت منه ، باعتباره تابعاً للسياسة السعودية والخليجية ، فهو اليوم يقف موقفاً مختلفاً مع المملكة ومع الإجماع العربي حول قضية اليمن ويدعوها عن التخلِّي عن موقفها وتغليب لغة الحوار والمحبة والتسامح على لغة البارود والنار والحرب..
لقد وجَّه النداء إلى القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ بتاريخ 29/آذار/ 2015/..تحت عنوان "اطفئوا النار وعودوا للحوار"...قائلاً : "يجب أن نعلم جميعاً في الداخل والخارج أنَّ الدم لن يحلَّ المشكلة بل سيترك آثاره السيئة في النفوس ، كما قال أجدادنا العرب: "الدم يستسقي الدم" ولن نجني منه سوى مزيد من الضعف في جسم الأمة المؤدي إلى التفكيك والإنقسام"....
وهذا ما يدل على خط العلامة الأمين الإعتدالي والوسطي ، والمنتمي والمنتسب وبقوةٍ للسلام ومشروع السلام بين الأمة الإسلامية والعربية ، ومنطق الحوار والمحبة والتسامح والإعتدال، وخاصةً بين مكونات الأمة العربية والإسلامية...إنما دفع العلامة الأمين إلى دعوة المملكة السعودية والدول العربية إلى محاذاة التسوية السلمية والسليمة مع اليمن وبين اليمنيين ، يؤكد فردانية السيد الأمين وإلتزامه بتفكيره الحر والمستند إلى خطه المستقيم والمتواصل مع خط ونهج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) القائل : "لأسلِّمنَّ ما سلمت أمور المسلمين" وقوله: "والزموا السواد الأعظم ،فإنَّ يد الله مع الجماعة"..
وإيماناً منه بالحديث القدسي الذي أنزله الله تعالى على لسان نبيه الكريم محمد (ص) " إني لم أستعمل الحكام على سفك الدماء ، واتخاذ الأموال ، وإنما استعملتهم ليكفوا عني أصوات المظلومين ، فإني أرعى ظلامتهم ، وإن كانوا كفَّاراً"...
نأمل أن تحتشد مواقف مشابهة في دائرةٍ عربيةٍ قوميَّةٍ واحدةٍ للضغط باتجاه تعزيز منطق الحوار ونبذ الفرقة والإنقسام وأدوات السِّلم والسلام في الملفات والموضوعات المختلف عليها.