مشهد غريب عن الشارع اللبناني عامة والطرابلسي خاصة ، شوفيرة تاكسي محجبة تجول شوارع طرابلس للعمل ( ببساطة الشغل مش عيب) ثقتها بنفسها عالية وابتسامتها لا تفارقها ، فاطمة أو ( أم أحمد ) متزوجة وأم لثلاثة أولاد ، عمرها 45 عاماً وبدأت العمل منذ شهرين .
لا أنكر أني كشمالية ( تفاجأت ) فمشهد كهذا غريب عن شارعي ومجتمعي ، سألتها ( ما كنت مصدقة ولا مستوعبة ) :
هل أنت شوفيرة تاكسي ؟
(جاوبت اي وضحكت ) .
ثم تابعت معها : عملك هذا لا يجلب لك مضايقات ؟
أجابت أم أحمد أن الراكبين من الذكور يتعاملون معها ( بهضامة ) لتضيف ( مرة واحد صار يلملي الاجرة ) تخبرني عن الركاب بفرح وفخر فهي تحب القيادة ولا تشعر بالإحراج .
غير أنها تشير أن بعض الشبان على الطرقات يضايقونها (تلطيشات) فهم لم يتقبلوا بعد فكرة ( سواقة تاكسي ) .
أما الفتيات فيشعرن بالأمان معها بسبب ما يتعرضن له من (تلطيشات ) من السواق الذكر ، ومن محاولات تحرش وتعدي . لتخبرني أن فتاة ركبت معها وأخبرتها عن سائق تاكسي حاول التعدي عليها لذا فيروقها أن تركب مع سائقة أنثى .
أما عن سبب عملها فهو الحاجة ، لأسألها ألم تجدي عملاً آخر ؟
ظلت مبتسمة وقالت ( من كتر ما في شغل بهالبلد ) وأضافت ( بحب السواقة) .
وعلى صعيد المجتمع وتقبله لهذه الفكرة ، تقول أم احمد أن هناك معارضة ورفض حتى من أهلها ولكن بالمقابل هناك كثيرين عاملوها بإحترام وتقبلوها وتمنوا لها التوفيق ، أما أولادها فتقبلوا الفكرة بل ويرحبون لها .
اما عن المواقف الطريفة التي صادفتها ، فأخبرتنا أنه في إحدى المرات ركب معها شابين وعند الحاجز أوقفهم الجيش ( طلعوا سارقين جزدان ) أما هي فأخذت الأجرة وتركتهم للجيش وتابعت طريقها .
وفي سؤالها إن كانت ستترك العمل في حال تحسن وضعها المادي ، قالت (يمكن ، ما بعرف ، بصراحة حبيت هالشغلة ) .
فهل تكون ( أم أحمد) فاتحة لدخول المرأة مجال " التاكسي " ، وهل يمكن ان تشهد طرابلس مواقف عمومية للنساء فقط ؟
وما سيكون موقف المجتمع المتحفظ اتجاه امتهان المرأة عمل ذكوري؟