يعتبر مضيق باب المندب من أكثر الممرات المائية أهمية إذ انه يربط البحر الأحمر بخليج عدن الذي تمر فيه سنويا ما يقارب ال 25 ألف سفينة وقد اكتسب أهميته بعد افتتاح قناة السويس عام 1869 وربط البحرين الأبيض والأحمر، ما جعله يصبح أحد أهم ممرات النقل والمعابر المائية بين عدد من البلاد الأوروبية، والبحر الأبيض والمحيط الهندي وشرق أفريقيا.
ويسمى هذا المضيق "بوابة الدموع" ويعتبر بوابة لنقل نفط الخليج إلى البلاد الغربية عبر قناة السويس وأي سيطرة عليه من قبل الحوثيين لا تصب في مصلحة الدول الخليجية والغربية.
وكان قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط قد صرح "أن ضمان التدفق الحر للتجارة عبر مضيقي باب المندب وهرمز، رغم القتال وعدم الاستقرار في اليمن، يعد من المصالح الأساسية لواشنطن" وبالنسبة للقاهرة، فان باب المندب هو المدخل الى قناة السويس التي تعتبرها "خطا أحمر" لمصر. وأفادت مراجع مصرية ان البحرية المصرية اشتبكت مع الاسطول الايراني واجبرته على الانسحاب من باب المندب.
وتزداد أهمية المضيق بأنه يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (57 قطعة يومياً).
ومع تحرك الحوثيين للسيطرة على مدينة مخاء الساحلية التي تبعد 60 كلم عن مضيق المندب ستزيد من النفوذ والتمدد الإيراني في هذه المنطقة حيث تُعد مدينة "المخاء" البوابة الرئيسية لمحافظة تعز من الجهة الغربية، كما أنها المنفذ الوحيد من جهة الشمال لمديرية "ذو باب" ومضيق باب المندب، وفيها ميناء إستراتيجي مهم يطل على البحر الأحمر، وبالتالي فإن السيطرة عليها تجعل الطريق سالكا أمام الحوثيين للسيطرة على تلك المناطق.
فالخوف من السيطرة الإيرانية خصوصا في ظل تحركات البوارج الحربية الإيرانية في خليج عدن، والتي باتت تعبر المضيق بصفة مستمرة وهي على تواصل دائم مع جزر أرخبيل حنيش اليمنية وأخرى تابعة لإريتريا، تتخذ منها إيران قواعد عسكرية للحرس الثوري الإيراني، ويتم تخزين الأسلحة فيها.
إذا" من هنا، تنطلق اهمية الإستراتيجة لهذا المضيق فنسبة 7./. من الملاحة العالمية كفيلة بإشعال الحرب باعتبار ان إغلاق باب المندب والسيطرة عليه من قبل الحوثيين ستمنع الناقلات والسفن من الوصول إلى قناة السويس وخط أنابيب سوميد وستحول مسارها للإبحار حول الطرف الجنوبى لإفريقيا وهى رحلة تستمر 40 يوما على الأقل.
فهو بمثابة الأنبوب الذى يتدفق من خلاله البترول الخليجى وبضائع شرق آسيا.