سرعة التأثير التي يتفاعل بها اللبنانيين من الطبقة السياسية إلى الطبقة الشعبية مع كل أحداث المنطقة شرقا وغربا ( رهيبة ) ، لبنان الذي هو وطن بلا رئيس بمجلس ممدد وحكومة متزعزعة ترك كل ما بأرضه من أمن غائب واستقرار ( على كف عفريت ) وانقسام داخلي و مناطقي و طائفي .... ترك كل هذا لينقسم شرقاً وغرباً !!!
الحدث الجديد (عاصفة الحزم ) لينقسم اللبنانيين سياسياً 14 اذار = سعودية = دعم / 8 اذار = ايران = تنديد ... معادلة رياضية تختصر الواقع اللبناني بكل ما به من مهزلة سياسية ، أما على مستوى الشعب فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي كالعادة بالشعارات وبالاستنكارات وبإعلان البطولات و بالانتقاد لتكتب ناشطة على الفيسبوك ( تلفزيون الجديد ، جديده قريبا نشرة اخبارية باللغة الام ( الفارسية) ) وليكتب آخر (يا دولة الصفويين ..... ذاهبين بأرجلكم الى الموت .
اياكم والمملكة ) كل على ليلاه يغني فيسبوكياً ، حتى أن قسماً منهم ذهب به الطموح لأبعد من اليمن فأرفق صورة الدعم وكتب فوقها (سيدكون قصور فرعون الشام ) في أمل منه ان تصل العاصفة إلى سوريا ؟؟
أما المعارض فلم يتردد من التعبير عن رفضه للحرب السعودية على الحوثيين ، ليكتب ( يوم اتحدوا العرب ... قصفوا اليمن ) أو ليعلق ساخراً (عم بتخيل كيف بدا تكون الحرب البريه باليمن وخاصة اذا فات الجيش السعودي بالدشاديش وماسكا بتموا ) ، أو ليذهب لاعتبارها من علامات الساعة فكتب : (من علامات الساعة، والله يسترنا من ظهور المهدي !
بعض أشاوسة الربيع العربي وثوراته العظيمة يُطبٌلون ويُزمٌرون ويرقصون تهليلا بصحوة الجزارين العرب ... الطُغاة قاموا، حقا قاموا ! ) أما من تعليقات أهل الصحافة فقد كتبت نوال بري على صفحتها (الحمدلله..طمنونا اخوانا الخليجية ومعهم السيسي بيسي..وفرجونا قدراتن العسكرية..يعني بكرا لما غزة تهاجما اسرائيل بالغارات والقصف البري والبحري..رح تبعت كل هول الطيارات وكل هاي الذخيرة لتوقف حد اهل غزة المظلومين..حلم ، ارض ، جو .. ) و على الصعيد الإعلامي أيضاً ، قد كتب خليل حرب في بنت جبيل (لا بلح الشام ولا عنب اليمن) معتبراً أن الحرب السعودية على اليمن حرب ظالمة ، وكتبت الاء حلاوي في لبنان الجديد ( حزب الله : إلى اليمن در) في تساؤل إن كانت أنظار الحزب ستتجه لحرب داعمة في اليمن !
أما الإعلامية نانسي السبع (الجديد)
فقد أعدت تقريرا تحت عنوان (الحوثيون: اصحاب حق ام وقود لحروب الاخرين ؟) بإختصار هذا لبنان ( بكل عرس الو قرص ) فبكل الحوادث ينقسم فهل نسينا سوريا وانقساماتنا بين جيش نظامي وجيش حر ؟
وهل نسينا شارلي ؟
وكيف قسم اللبنانيين بين انا شارلي وأنا لست شارلي ؟؟
أما اليوم فقد قدّمت عاصفة الحزم للبنان مادة جديدة للانقسام فمنهم من سيقول الآن أنا سعودي ومنهم من سيقول أنا يمني !
ولن أستغرب أبداً ان وقعت حرب على الصين أن يصبح لبنان صيني ؟