لا شك أن العنوان هو ما يشد القارئ ولا شك أن الكثير من النصف قراء يكتفون بالعناوين العريضة لتكوين فكرتهم ... ليستوقفني اليوم ما نشرته ميشيل تويني في النهار تحت عنوان : " طرابلس ترفض المسيحيين " ، وكأن طرابلس هي عراق آخر وطلابها دواعش يريدون تهجير الأقلية ؟
مضمون المقال الذي قد اختلف معه في نواحي لأتفق بأخرى سأناقشها فيما بعد ... غير أنه ( الي مش عم اهضمه ) هو العنوان السوبر طائفي ؟
فميشيل خلال مقالها تنتقد الإعلام الذي يستخدم الفضائح والخبر الخفيف للجذب ( عفواً عنوان مقالك شو ؟؟ ) ، هو التناقض في الموضوعية فالإعلام اللبناني يقترف الخطأ ويحاسب الآخر ... ميشيل خائفة على الشباب ومن أن تتم معالجة موضوع الجامعة على أسس طائفية ، ولكن فاتها أن هناك ميثاقية لتوظيفات الجامعة وأن الطلاب لم يعترضوا على المسيحي ، بل على خرق الميثاق لمرتين من قبل رئيس الجامعة الذي لم يتصرف بعقلانية !
فالطائفية لم تبدأ من الجامعة ومن العمادة ومن الميثاقية الطائفية أصلها ( قانون الطائف) .
هل تقبل ميشيل برئيس جمهورية مسلم ؟ أو هل يقبل السنة برئيس حكومة مسيحي ؟ وهل يقبل الشيعة برئيس مجلس نيابي درزي؟!
لبنان بلد مقسمٌ طائفياً سواء أعجبنا أم لم يعجبنا .. فلماذا توزيع الكراسي النيابية والوزارية ( حق مشروع ) ولماذا مطالبة الطلاب بتطبيق الميثاقية ( رفض للمسيحيين ) ، مع الإشارة أن من اعتصموا كان بينهم مسيحي القوات ؟ بالعودة للعنوان ( البروباغندا ) ، الذي حصر طرابلس المدينة الكبيرة بكلية ادارة الأعمال الفرع الثالث ، فسواء اتفقنا مع اعتصام الطلاب أم لم نتفق لا يحق لأحد إسقاط التهمة على مدينة يتعايش فيها المسلم مع المسيحي ؟
وفي ابداع العناوين التي تحمل طرابلس وزر كل شيء ، نتذكر عنوان تقرير أعدته قناة الأورانج ( او تي في ) "طرابلس مرة ثانية : المسيحي ممنوع " فهذه العناوين المبتكرة هدفها الأساسي ( سكوب ) لا موضوعية .
أما وبالعودة لمقال تويني لا أنكر اني اتفق معها في عديد من النقاط وهي أن السياسية أدخلت الطائفية حتى بالملاعب وأنه لا نضج سياسي يؤثر ايجاباً على الأجيال ، غير أنها لو قرأت الطلاب عن قرب لأيقنت أن مشكلة الطلاب ليست طائفية وإنما مشكلتهم مع كيدية القرارات وأنهم ( وبعد الاحتكاك معهم ) يملكون من الوعي أكثر مما يملك نصف سياسي لبنان ...
ببساطة العنوان يا ميشيل أحرق المضمون الذي يحمل بعض النقاط المحقة والتي كان بالإمكان توضيحها دون اللجوء ( لمانشات لا مبرر ) ، وببساطة أيضاً ومع كل الحروب الإعلامية التي توصف طرابلس جهراً أو ضمناً على انها داعشية متشددة تهجر الآخر ، سأظل أقول ( احكوا شو ما بدكن و رح تضل طرابلس حصوة بعيون التاهمين لها )