يحاول الأحزاب في جنوب لبنان إظهار سيطرتهم ونفوذهم فيه ،عبر زرع مئات بل ألاف الأعلام واليافطات والشعارات الحزبية، فعلى طول طريق الجنوب وفي كل بلدة من بلداته تنتشر الأعلام الحزبية بكثافة مرعبة فلا يكاد عمود كهرباء واحد يخلو من علم وحتى الجوامع والحسينيات أصبحت مكانا لوضع للأعلام.
من الزهراني إلى الحدود مع فلسطين، تنتشر أعلام حزب الله وحركة أمل بلونيهما الأصفر والأخضر وتختلف كثرة وجودها في كل بلدة عن الأخرى حسب الطرف المسيطر ما يجعل المشهد يبدو وكأن لا فئة مستقلة عن هذه الأحزاب في الجنوب ما يضفي نوعا من التعصب والتشدد الحزبي.
ففي ظل غياب التلوث البيئي عن بعض مناطق الجنوب والإهتمام بالحدائق العامة والمناظر الطبيعية الخلابة التي قلما نجد مثلها،واعتماد فصل الربيع من قبل سكان بيروت ( البيارتي ) فرصة لزيارته والتنعم بهوائه وجوه الرائع، نجد تلوثا مرئيا نتيجة الإنتشار العشوائي لهذه الأعلام والشعارات مما يساهم بخلق جو من عدم الإرتياح النفسي، فوادي الحجير مثلا الذي يقصده الأهالي من مختلف المناطق اللبنانية لرؤية جمال الطبيعة وابداعاته وإراحة النظر برداء الارض من ألوان طبيعية لورود "السكوكع والزيزفون والدحنون" والعشب الأخضر تكاد هذه المناظر الرائعة تنحجب على طول خط الحجير خلف أعلام حزبية مزعجة تشعرك بعدم الرغبة في النظر من خارج شباك سيارتك
وبالإضافة إلى ذلك،إستقبالك من قبل الاعلام واليافطات أي عند وصولك إلى كل بلدة تسيطر عليك فكرة أنه ربما هناك مهرجان حزبي يقام وتحاول بذلك الهرب من مشاعر, الضغوط الحزبية وتبدأ بالبحث عن سماء الجنوب الربيعية المعروفة بصفائها وبعثها لمشاعر الإسترخاء في داخلك لكن لا جدوى، فهذا الجنوب قد تحول إلى ساحة للشعارات، وغير ذلك، فإن الإحساس بجمال الربيع يفقد رونقه بسبب وجود دخيل على الألوان الطبيعية الذي من شأنه أن يشوه الإيجابية الموجودة في مشاعرنا وافكارنا ويولد بالتالي النفور بسبب وجود غابات الأعلام المنافية للمظاهر الطبيعية
لذلك نناشد ونطالب الأحزاب أن يرأفوا بجنوب يعاني من ازمة إنتشار الأعلام واليافطات الحزبية بشكل مفجع، والملفت هنا ان كل هذه المبالغة بالاستعراضات الدعائية لا يوجد ما يبررهها في ظل غياب اي نوع من انواع التنافس الحزبي خاصة مع حالة التوافق السياسي المخيم على تنظيمي امل وحزب الله
فرحمة ورأفة بالطبيعة الرائعة، نطلق صرخة موجوعة على جمال نخسره كلما أضفنا علما جديدا وندعو البلديات والمجتمع المدني والأحزاب إلى التحرك و ترك الجنوب لأهله بعيدا عن الإنتماءات السياسية