لن تؤدي الاستنكارات والتنديدات بالتفجيرات الارهابية في مسجدي صنعاء الى وقف حمام الدم والعنف في اليمن. فما جرى في اليمن جريمة ارهابية جديدة وليس هناك ما يبرر ما جرى والخلاف السياسي بين اليمنيين لا يمكن ان يبرر ابدا قتل الناس والمصلين الابرياء في المساجد. لكن هل تكفي الادانات لهذه التفجيرات لوقف العنف والقتل والارهاب؟ وهل الرد على هذه التفجيرات يكون بتصعيد الصراع الامني والعسكري والسياسي في اليمن ؟
ام يجب البحث عن طرق اخرى لمعالجة الاوضاع المتأزمة ولوقف نزيف الدماء؟.
ان الرد الوحيد المطلوب على هذه الجرائم الارهابية يتمثل بوقف الصراع السياسي والامني والعسكري في اليمن والعودة الى الحوار السياسي بين كافة الافرقاء اليمنيين من اجل اعادة بناء السلطة على اسس سليمة وبمشاركة جميع القوى ، وان على قادة حركة انصار الله ( الحوثيون) ان يبادروا الى اطلاق مبادرة واضحة وصريحة لوقف هذا الصراع والرد على التفجيرات بالدعوة للحوار والمصالحة واعادة بناء السلطة مجددا.
لا يمكن وقف نزيف الدم في اليمن بالمزيد من القتل والعنف، لان العنف سيولد المزيد من العنف ، ونزيف الدم سيؤدي الى المزيد من النزيف. ان الوفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا في اليمن يكون بوقف الصراع والبحث عن حلول سياسية لهذه الازمة المستمرة منذ اربع سنوات.
وان مسؤولية كل القوى المينية ان تتوحد وتتعاون لمواجهة هذا الخطر الارهابي الذي يستهدف الجميع ، لان من يفجر مساجد اليمن يمكن ان يفجر كل شيء ويجب علينا ان ندرك انه لا يمكن تبرير ما جرى او القبول به وان يقف الجميع يدا واحدة وجسدا واحدا ضد الارهاب، وبالمقابل يجب الاسراع بحل الازمة السياسية والبحث عن حلول سريعة لانه لا يمكن لاية قوة سياسية او عسكرية ان تحكم اليمن لوحدها مهما كانت قوية وكبيرة. وعلينا ان نتعلم من التاريخ والحاضر بان العنف لن يؤدي الا الى المزيد من العنف وان الحل الوحيد للصراع هو الحل السياسي والحوار السياسي فقط ولا شيء اخر.