مِثْلُ ٱلصَّباحْ و وجهُها بدرٌ أطلَّ على ٱلأُمَمْ عندَ ٱلمساءْ
مِثْلُ ٱلصَّباحِ و عينُها مكنونةٌ مِثْلُ ٱللآلئ في ٱلمَحارْ هَزَمَ ٱلزّمانُ أديمَها بِدَهاءْ (تجعّدَ جلدُها)
مِثْلُ ٱلصَّباحِ و أزكى ما ٱصطَحَبَ ٱلنّسيمْ و عُشبٍ ٱفْتَرَشَ ٱلأديمْ و زهرِ طوقِ ٱلياسمينَ كَنرجسٍ نشَرَ ٱلعبيرَ كَمُغرَمٍ فأفاقَ كلُّ هوىً دفينْ بعدَ ٱستِياءْ ..
إنَّ ٱلأماني لا يُعَدُّ قِطافُها لَوْ أثمَرَتْ لكِنَّ تحقيقَ المُحالِ مُحالْ فالجُلَّنارُ (زهر ٱلرّمّان) بِطَبْعِهِ رمزُ ٱلجَمالْ و
ٱلدّهرُ شاخَ و أرزُنا رمزُ ٱلبَقاءْ و الله أوزَعَ في ٱلورى -لِمَنِ ٱرتَضى- صِفَةَ ٱلكَمالْ و ٱختَصَّ فيها الأَولِياءْ و الناسُ
تهوى ٱلإرتِقاءْ فَٱلنِّسوةُ ٱخْتَرْنَ ٱلحياءَ مِنَ الخِصالْ و ٱلكبرياءُ قبيحُ ما ٱحْتَكَرَ ٱلرّجالْ و ٱلأمُّ فوقَ هوى ٱلجميعْ
تفرَّدَتْ حُسنَ ٱلعطاءْ ..
شَبَهُ السَّماءْ تَعَطّشَ ٱلتُّربُ المُعفّرُ للسِّقاءْ فأهطَلَتْ كَرَماً و جوداً حتّى ٱستَحالَ ٱلشّوقُ في ٱلعَطَشِ ٱرتِواءْ ..
أمَلُ ٱلعطاءْ بأنْ يطولَ ٱلعمرُ كَيْما يرتقي أيَّ ٱرتِقاءْ فَيكونُ فوقَ ٱلكبرياءْ و يطولُ رُغمَ ٱلإنتِهاءْ و يدومُ دهراً
آخَراً بعدَ ٱلفَناءْ ..
مَثَلُ ٱلأُمومةِ كالبِحارْ فالموجُ فيها مُغدِقٌ و ٱلمَدُّ و ٱلجزْرُ سَواءْ و بِذَينِ (إسم إشارة) أَخْذٌ و عَطاءْ أَلأخذُ يخلَعُ كلَّ
داءْ و يُزيلُ هَمَّ ٱلأولِياءْ و يُبدِّدُ ٱلوجعَ ٱلمُشرِّشَ في ٱلعظامْ و يَحُطُّ أوزارَ ٱلمُلِمّاتِ ٱلعِظامْ و يُجدِّدُ ٱلأمَلَ ٱلمُضاءْ
و ٱلرَّملُ ينتهِزُ ٱلغِمارْ مَثَلُ ٱلأُمومةِ كٱلبحارْ ..
أمّا العطاءُ فَما يروقُ منَ ٱلكلامْ بلْ ما ٱنتَفى منهُ ٱلمَلامْ و كانَ أوّلُهُ سلامْ و كانَ مِسْكاً في ٱلخِتامْ و كانَ أوسَطُهُ
دُعاءْ ..
لِلأمِّ يبتسِمُ الولاءْ فٱلأمُّ كالوطنِ ٱنتِماءْ
و الأمُّ مهدٌ للعلى و ٱلأمّ نهجُ ٱلإرتقاءْ
و ٱلأمُّ إن شاء الزّمانُ و إنْ أبى فهي الأصولْ
و الأمُّ إنْ مشَتِ الهوينى تعلّمتْ منها الخيولْ
و لرُبّما هبطَتْ بقاعاّ طالما تُرِكَت بتولْ
فٱعْشَوشبتْ فيها الحقولُ و ضجَّ فيها ٱلأنبياءْ
الأُمُّ إن قصدَت جحيماً أُخمِدَتْ منها حياءْ
ألأمّ مقبرةُ الشَّقاءْ أعْيَتْ ملايينَ العُقولْ ..
سقطَ القِناعُ عنِ البخيلْ هاكَ الدّليلْ : قدْ يطرَحُ التّمرَ النّخيلْ
ليُقدِّمَ الذَّوقَ الجميلْ
دونَ قبيلٍ أو لِقاءْ معْ أنَّهُ ٱختارَ القِفارَ و حيثُ يندُرُ كلُّ ماءْ قُضِيَ القضاءْ
و لامَسَتْ أوراقُهُ -بمشيئةٍ- وجهَ السّماءْ
فاللهُ مِعطاءٌ جميلْ سقطَ القناعُ عنِ البخيلْ ..
و الأمُّ مَفخَرَةُ الجِنانْ فَبَيْنَ خوفٍ و رجاءْ طابَ الدُّعاءْ و كُلُّما نَطَقَ اللّسانْ طابَ القيامُ كما الصّيامُ كما الصّلاةُ
كما القِراءْ
حيثُ الدعاءُ بِلا ٱنقطاعْ ألكُلُّ يلتَذُّ السَّماعْ
و العهدُ قولٌ و ٱرتِهانْ فالخيرُ ما ضَمَرَ الجَنانْ و ما تُقَدِّمُه اليَراعْ
و الجودُ في الخَلْقِ ٱرتِقاءْ و عنِ الأنا سَقَطَ القِناعْ ..
بقلم:محمد باقر عودة (9-3-2015)