طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما الإيرانيين بالإختيار من بين الإثنين: إما العزلة عن المجتمع الدولي أو التعامل والتفاعل معه، وذلك خلال رسالة التهنئة التي وجهها إلى الإيرانيين بمناسبة عيد النيروز، رأس السنة الإيرانية. وكرر أوباما في كلمته عبارة نوروز مبارك بالفارسية كعادته عند كل نوروز بعد وصوله إلى الرئاسة، مع فارق أساسي وهو أن في رسالته الأخيرة كان مبتسماً ومبسوطاً أكثر مما كان في الأعياد السابقة، مما يوحي بأن الطرفين تمكنا من الوصول إلى الصيغة النهائية للإتفاق.
ومما يدل على ذلك هو الرد السريع الذي قام به محمد جواد ظريف من خلال تغريدته على تويتر قائلاً بأن الإيرانيين فعلا اختاروا خيارهم وهو التعامل مع المحتمع الدولي مع الاحتفاظ بكرامتهم،
ولكن على الأميركيين أن يختارو الآن بين الضغط وبين الإتفاق. أشار الرئيس أوباما في خطابه أيضاً إلى فتوى المرشد الأعلى آية الله خامنئي بتحريم التوجه نحو صنع القنبلة النووية، مما يوحي بأن الولايات المتحدة اخذتها بمحمل الجد، وتعتبرها ضماناً لسلمية الأنشطة النووية الإيرانية وهي فعلاً كذلك، لأن من المستحيل التلاعب بالفتوى واستغلالها من أجل المصالح السياسية. سبق تهنئة الرئيس أوباما النوروز للإيرانيين، تهنئة زوجته ميشل التي رتبت داخل البيت الأبيض، مائدة العيد المتشكل من رموز إيرانية للطبيعة والحياة.
وبالرغم من الكسوف الذي شهدته الشمس في طهران، في اليوم الأخير من السنة الفارسية، ورافقته وفاة والدة الرئيس الإيراني حسن روحاني، مما دفعت الوزير جان كيري
بتقديم واجب العزاء للطرف الإيراني، خلال الاجتماع مع نظيره الإيراني في مدينة لوزان السويسرية، إلا أن من المرجح أن تبدأ السنة الإيرانية الجديدة،بصورة مغايرة وبل بمفاجأة كبيرة وهو التوقيع على الإتفاقية النووية في اليوم الأول من هذه السنة.
وربما يكون استمرار المفاوضات النووية الآن وتمديدها إلى اليومين المقبلين، مبادرة لتزامن العيدين النوروز وعيد الإتفاق النووي الذي لن يقل أهمية من النوروز، حيث أنه ينهي بالعقوبات المدمرة التي عانى الشعب الإيراني منها كثيراً في الأعوام الأخيرة. وصباح يوم السبت، من المتوقع أن يرد المرشد الأعلى والرئيس روحاني على دعوة الرئيس أوباما ويوضحا خيار إيران، أكثر مما أدلى به وزير الخارجية ظريف خلال تعريدته.