من الطبيعي في العمل السياسي أن يتنافس الاطراف على كسب المؤيدين , وعلى تمرير وتسويق رؤاهم السياسية , ومن الطبيعي أن تنشأ معارضة لأي مشروع سياسي يجد فيه المعارضون خللا ما , ولكن التنافس والمشروع والمعارضة ينبغي أن تكون ذات أهداف واضحة أمام الجماهير , هكذا تنجح المعارضات في الدول المتقدمة , ويكون التنافس شريفا ناصعا شفافا , وتكون المشاريع السياسية عند كل الاطراف سواء موالاة او معارضة واضحة بيّنة تحمل في طياتها مصالح الناس ومستقبل العباد , ومصالح الدولة وأمنها وإنمائها .
لا يختلف إثنان من المتابعين لتشكيلات المعارضة الشيعية في لبنان , وخاصة التشكيلات التي برزت منذ عام 2005م وحتى الآن , سواء كانت على مستوى فردي وهي الاغلب لانها لم تستطع العمل الجمعي لخلل بنيوي في تركيبتها هذا الخلل منعها من العمل الجمعي او لأنها تسعى لمكاسب شخصية وهكذا كان عند البعض منهم , او كانت على مستوى من استطاع العمل الجمعي شكلا وليس مضمونا مثل حركة أحمد الاسعد الذي شكل حزبا من حيث الشكل الا أن كل من عمل معه أو اقترب اليه عرف أنه شخصاني مستبد برايه ولا يملك اي مشروع واضح يقدمه للناس .
لا يختلف إثنان كما قلنا على أن هذه المسماة معارضة للثنائي الشيعي قد فشلت فشلا ذريعا وافشلت معها المستقلين فعلا وبإخلاص لانها أسبغتهم بأسلوبها الفاشل , وأصبح كل من ينظر الى مستقلٍ شيعيٍ عن الثنائي الشيعي يعتبره من ضمن هذه المعارضات التي لا تمت الى معنى المعارضة بأي صلة , بل تشكلت أو شكلت في لحظة أزمة وعاشت مع الازمة وبقيت هي الازمة , وقد استفاد منها حزب الله وحركة أمل أحسن فائدة , وعلم الثنائي الشيعي مستوى وأهداف تلك المعارضة التي هي معارضات متناقضة , فاستراح ومدّ رجليه .
ومع مرور الزمن تبيّن صحة ما نقول , عندما تلاشت مصداقية هذه المعارضات وتناكفت في ما بينها , وأصبحت أدوات تستعمل في أوقات محددة , وابتُليت بإعلان العداء ليس للثنائي فحسب بل للطائفة الشيعية ومصالحها , فأصبح من السهل تناولها واصطيادها بأخف الاسلحة .
للأسف تبيّن أن أهداف البعض منهم حفة من المال لتحسين اوضاعه الشخصية , والبعض الاخر ناقما على الثنائي لدورٍ لم يعطاه , وثالث لم يجد مكانا له الا في أن يعترض بدون مشروع بديل ....