العملية الارهابية الجديدة التي استهدفت متحف باردو في قلب العاصمة التونسية وادت لسقوط عشرات الشهداء والجرحى تؤكد ان خطر الارهاب لم يعد مقتصرا على دولة عربية او اسلامية او غربية دون اخرى. واستهداف تونس التي نجحت في استكمال عملية الانتقال الديمقراطي هو استهداف لكل القيم الانسانية والديمقراطية والفكرية وهو رد على ما حققته تونس من نجاح في العملية السياسية والانتخابية .
واختيار متحف باردو القريب من المجلس النيابي والموجود في قلب العاصمة التونسية المحصنة امنيا يؤكد ان الخطر الارهابي في تونس لم يعد محصورا في مناطق الجنوب او في المناطق الريفية او الحدودية.
ولا بد من الاشارة ان الالاف من الشباب التونسي توجهوا الى سوريا والعراق للقتال هناك الى جانب تنظيم داعش وجبهة النصرة وبقية المجموعات الاسلامية المقاتلة وبعض هؤلاء بدأوا يعودون الى تونس وهم يمتلكون خبرات قتالية عالية وكل ذلك يؤكد ان الخطر على تونس كبير وان المجموعات الاسلامية المتشددة ستعمل في المرحلة المقبلة من اجل ضرب التجربة التونسية ،لان تونس كانت من الدول العربية القليلة التي نجحت في الصمود في مواجهة العنف والتخريب والتطرف.
وفي مواجهة الارهاب لا يمكن الا ان نقف مع الشعب التونسي وحكومته ونؤكد على اهمية العمل لمواجهة هذا الارهاب بكل الامكانيات والطاقات ، وان الاستمرار في العملية الديمقراطية وحماية حقوق الانسان وتحقيق التنمية الاقتصادية والعمل لمواجهة التطرف الفكري كل ذلك ضروري من اجل مواجهة الارهاب ، اضافة الى العمل العسكري والامني الذي بجب ان يرصد كل المجموعات المقاتلة العائدة من سوريا او العراق او التي تولت ترتيب انتقال هؤلاء من تونس واليها.
ما جرى في متحف باردو عملية ارهابية شنيعة ،ولكن المهم ان تبقى تونس موحدة وان نقف جميعا الى جانب تونس وشعبها وحكومتها في مواجهة الارهاب.
وكلنا تونس في مواجهة الارهاب.