أجمل ما في تظاهرة ١٤ آذار المليونية، أنها كانت تحمل شعارات واضحة وواقعية، ولذلك تحققت بالكامل، شعارات ولدت في ساحة الحرية ورفعت في ساحة الحرية ونفذت من ساحة الحرية، كان يومها للمواطن الفرد رأي وموقع ودور في إتخاذ القرارات وفي تنقيذها، ومنذ أن تركنا الساحات وعدنا إلى الصالات والقاعات، ضاعت الأحلام بالتحالفات والتسويات والصفقات. أصبحت الإحزاب الطائفية تتعاطى مع الناس وخاصة" المستقلين منهم على أنهم في الجيبة وغبّ الطلب، وأنهم بإنتظار إشارتهم للعودة إلى الساحة عند كل إنتكاسة، فكان الجواب لا، الناس لا تدار بالريمونت كونترول.
يوم ١٤ آذار ٢٠٠٥ هو يوم تاريخي ويوم مجيد، لا يتكرر كل يوم وكل سنة، إنه يوم إنتزعنا فيه الإستقلال من فم الأسد، لكن الحفاظ على الإستقلال، أصعب من الحصول عليه. الفرصة كانت كبيرة بإنتزاع إستقلال كامل وناجز، والفرصة كانت متاحة لو إستكملنا الزحف الجماهيري بإتجاه قصر بعبدا، وخلعنا رمز الوصاية السورية يومها إميل جميل لحود، لكن حسابات المرجعيات والأحزاب الطائفية حالت دون تحقيق ذلك، فجاء الإنجاز منقوصا"، وعادت الوصاية من شباك بني ممانعة في الداخل، بعد أن طردناها من بوابة النظام السوري إلى الخارج.
العودة إلى الوضوح تعيدنا إلى موقع القوة ووتيح لنا فرص إتمام ما كنا قد بدأناه منذ عشر سنوات، وبناء الدولة يحتاج إلى جماهير وطنية لا إلى قطعان طائفية ومذهبية.
الإنحدار من الساحات العامة إلى الأمانات العامة فالمجالس العامة لا يجدي في إستعادة الجماهير المنكفئة، قالها لولب إنتفاضة الإستقلال ومهندسها وشهيدها الرفيق سمير قصير قبل إستشهاده،وما زالت هي الكلمة المفتاح، المطلوب هو " العودة إلى الوضوح"، والوضوح غير متوفر حاليا"، جرّبوا مرّة أخرى.
أسامة وهبي