حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس من أن عدداً متزايداً من اللاجئين السوريين يلجأ إلى التسول والجنس وعمالة الأطفال من أجل البقاء.
وأوضح غوتيريس, في بيان أصدرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, أن “ثمة حاجة إلى بذل المزيد من الجهود من أجل إخراج السوريين من كابوس معاناتهم".
وأضاف “بعد سنوات في المنفى يستنفذ اللاجئون مدخراتهم ويلجأ عدد متزايد منهم إلى التسول وإلى الجنس من أجل البقاء وإلى عمالة الأطفال وتعيش العائلات من الطبقة الوسطى التي لديها أطفال بصعوبة في الشوارع”, مشيراً إلى أن “أحد الآباء وصف حياته كلاجئ بالعالق في الرمال المتحركة كلما تتحرك تغرق أكثر".
واعتبر غوتيريس أن اللاجئين السوريين باتوا “يعتبرون كبش فداء لمشكلات كثيرة, من الإرهاب إلى المصاعب الاقتصادية وينظر إليهم على أنهم يشكلون تهديداً لحياة المجتمعات المضيفة لهم, ولكن علينا أن نتذكر أن التهديد الأساسي هو ليس من اللاجئين, لكنه موجه ضدهم".
وأضاف ان عدداً متزايداً من السوريين فقدوا الأمل, وحاول الآلاف منهم الوصول إلى أوروبا عبر المخاطرة بحياتهم في عبور طرق برية أو بحرية بعد أن دفعوا كل ما يملكون من مدخرات للمهربين, وفشل عدد كبير منهم في الوصول, أما الذين نجحوا في ذلك, فهم يواجهون عداءاً متزايداً ويُنظر إليهم كلاجئين على أنهم يشكلون جزءاً من المخاوف الأمنية في جو من الهلع المتزايد.
وأشار البيان إلى أن الوضع داخل سورية يتدهور بسرعة إذ أن هناك أكثر من 12 مليون شخص بحاجة للمساعدة للبقاء على قيد الحياة, واضطر نحو 8 ملايين شخص إلى ترك منازلهم ليتقاسموا غرفاً مكتظة مع عائلات أخرى أو ليقيموا في مبانٍ مهجورة, وتشير التقديرات إلى أنه ثمة 4.8 مليون سوري داخل البلاد في أماكن يصعب الوصول إليها, ومن بينهم 212 ألف شخص عالق في مناطق محاصرة.
ولفت إلى أن أكثر من 2.4 مليون طفل داخل سورية خارج المدارس, ومن بين اللاجئين, فإن نصف الأطفال تقريباً لا يحصلون على التعليم في المنفى.