"* انا لا انكر وجود ظالم ومظلوم ولكن لا نريد ان نحول المظلوم الى ظالم والظالم الى مظلوم." هذا ما قاله الإمام الصدر يوما لكن يبدو أن بعضا من أتباع هذا الفكر نسوا ما نادى به الصدر وتجاهلوا أصول الدفاع عن المظلوم ونصرة الفقير كما فعل عندما وقف في وجه الإقطاع لجانب الفقير داعيا كل الطوائف سنة وشيعة ومسيحيين إلى العيش في دولة العدالة ولم يعد يروا فيه سوى صورة يحملونها في المناسبات
وإني أوجه أصابع الإتهام للقيادات التي من المفروض أن تكون معجونة بأقوال الصدر وتطبيقها لأنني و بمحبتي لهذا القائد العظيم فاجأني شخص ( ن.ع) بحقيقة قد تكون معروفة عن (موقف فانات التحرير في النبطية ) في الجنوب وهذا الموقف بيد حركة أمل فلا يحق لمن لا يؤيدها الدخول إليه رغم أن أرضه تابعة لبلدية النبطية التي هي "محسوبة" على حزب الله.
فهذا الرجل تقدم بطلب إلى بلدية النبطية منذ 4 سنوات ليحق له العمل فيه و"أخذ نقلات" والعمل لإعالة عائلته بعد أن اشترى فان ونمرة عن طريق البنك بقسط شهري قيمته 850 دولارا.
وبعد عدة محاولات و"وسايط" من أحد المؤيدين لحركة أمل ووصل الأمر به إلى النائب هاني قبيسي "بس ما مشي الحال معو" كونه من المؤيدين لجهة حزبية أخرى فلجأ إلى البلدية التي قدمت له الوعود بإعطائه هذه الفرصة الذهبية عندما يسنح المجال أمامها.
وها هو احد القادمين من أميركا والذي وضعه المادي جيد جدا يسعى للدخول إلى الموقف، فوالده ممن يعملون فيه "وكانت الدنيا رح تقوم وتقعد لو ما فات" لكن المسؤول عن الموقف وهو (ابو حبيب) استطاع التوصل لتسوية مع البلدية حيث يحق لكل من حركة أمل أن تدخل 3 فانات من بينهم (علي طه ) القادم من أميركا ورجل فوق الستين من عمره متقاعد من الجيش اللبناني وللبلدية الحق أيضا ب 3 فانات مدعومين من قبلها
وكانت الضربة القاضية له هنا هذا الأسبوع إذ ان 6 فانات دخلوا إلى الموقف مالكيهم من مؤيدي جهة حزبية واحدة وشاءت الصدف أيضا أن تكون فاناتهم والنمر مستأجرة (أي لا ديون عليهم للبنك) بالإضافة إلى ان أحوالهم المادية جيدة فما كان من البلدية إلا أن تبرر فعلها بعذر أقبح من ذنب عندما قال لها "إلي 4 سنين مقدم طلب ليه هوديك فاتو وانا لا" فأجاب رئيس البلدية (أحمد كحيل) :" محروجين والأولوية لإبن النبطية"
فهل نادى الصدر يوما أيها النائب ويا رئيس البلدية بالأولويات وتفضيل شخص على الآخر؟ وماذا يفعل الذي لا سند له في ظل هذا الفساد العارم؟ ولما لا يكون موقف النبطية موقفا لكل الناس من يريد العمل فيه فليتقدم بطلب والأولوية لمن يقدم طلبه؟ وهل رجل بعمر الستين سنة متقاعد من الجيش يقبض معاشه الشهري وتقاعده من الدولة يحق له أن يعمل مكان آخر له الأولوية بذلك؟
فلماذا ننادي بفكر الصدر وبنفس الوقت نخالف بأفعالنا أقواله وإلى متى هذا الإنقسام بين الطائفة الواحدة؟
محسوبيات، تترك الفقير قابعا في الظل والغني يفرد جناحيه أكثر فأكثر وإني أتوجه لسعادة النائب هاني قبيسي ان ينظر في هذا الموضوع وأن يبذل جهده لتحقيق العدالة في هذا الموقف ويدعم المظلوم أمام الظالم، فهل ستكون ناصرا للإنقسامات أو ستنهي الظلم والإقطاع؟
سؤال ننتظر إجابته من سعادتكم خصوصا ان موقع لبنان الجديد حاول الإتصال بكم للإستفسار عن هذا الموضوع لكنكم لم تتعاونوا معنا..