المعلومات القادمة من العراق وسوريا تشير ان تنظيم داعش يتعرض حاليا للهزيمة في بعض الجبهات وخصوصا في تكريت وسابقا في مدينة عين العرب(كوباني)، كما تشير بعض المعلومات عن عودة المئات من المقاتلين الاجانب الذين التحقوا بداعش الى بلدانهم الاصلية والى حصول تصفيات وخلافات داخل داعش، لكن هل تعني كل هذه المعطيات ان داعش في طريقه الى النهاية وان داعش سيهزم بشكل كامل؟.
لقد تزامنت الاخبار القادمة من سوريا والعرق حول داعش ، باعلان تنظيم بوكو حرام البيعة لتنظيم داعش ومع استمرار المعارك في ليبيا في ظل سيطرة داعش على مناطق كبيرة من ليبيا ، اضافة لسيطرة تنظيم القاعدة (شبيه داعش)على مناطق كبيرة في اليمن في مواجهة الحوثيين. اذن من جانب هناك اخبار عن تعرض داعش للهزائم ، ومن ناحية اخرى هناك اخبار اخرى عن تمدد داعش الى مناطق اخرى، ولذا سيكون من السابق للاوان الاعلان عن هزيمة داعش. وحتى لو تحققت هزيمة داعش العسكرية والامنية في معظم المناطق العراقية والسورية ، فان ذلك لا يعني انتهاء هذا التنظيم وافكاره ومشروعه ،لانه اصبح منتشرا في العديد من الدول والمناطق في العالم.
والخوف الاكبر ان نشهد في المرحلة المقبلة بروز تنظيمات اسلامية متشددة اكثر تطرفا من داعش وبوكو حرام ، لاننا سابقا كنا نشكو من تنظيم القاعدة وطالبان فبرز تنظيم داعش واخواته. وهزيمة داعش لا يمكن ان تكون فقط بالعمل العسكري والامني ، بل المطلوب العمل لمواجهة الاسباب الحقيقية لنشوء تنظيم داعش وما يشبهه من تنظيمات متطرفة ومتشددة، ومن هذه الاسباب: الظلم والديكتاتورية والثقافة المتطرفة والفقه المتطرف وغياب الديمقراطية والعدل والسياسات الظالمة والفساد المستشري والجهل والتخلف والى ما هنالك من اسباب وثقافات تدعو لاعتماد العنف والتطرف وتؤمن البيئة المناسبة لنشوء داعش وما يشبهه.
علينا عدم استعجال اعلان النصر او اعلان هزيمة داعش مع اهمية ما يجري من تطورات عسكرية وامنية في اكثر من منطقة ومع اهمية الاخبار عما يشهده التنظيم من تداعيات وخلافات وتصفيات ، لكن المشكلة اعمق مما يجري وعلينا البحث عن الاسباب والجذور وعدم الاكتفاء بمعالجة مظاهر المرض او علاماته البارزة بل البحث عن الاسباب العميقة لنشوئه.