توالت التحذيرات في العراق من عمليات انتقام طائفية، بالتزامن مع تقدم الجيش و «الحشد الشعبي» في اتجاه تكريت، بعد سيطرتهما على معظم البلدات المحيطة بالمدينة.
وبعد تحذير رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، أول من أمس، من احتمال تفكك التحالف الدولي ضد «داعش» إذا استمرت الانقسامات الطائفية، طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بمعاقبة كل من يلجأ إلى «التعذيب أو التنكيل بالجثث». أما نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي فدعا «القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى تطويق الاختراقات بحق السنّة، والسماح بعودة المدنيين إلى منازلهم».
وحض الصدر في بيان أصدره أمس، على «معاقبة كل من يستخدم التعذيب أو ينكل بالجثث أو يقطع الرقاب، سواء كان من الأجهزة الأمنية أو الحشد الشعبي أو سرايا السلام أو الميليشيات الوقحة». وشدد على «ضرورة التنسيق مع الجهات الحكومية لإعادة بناء المناطق المحررة وإيصال المعونات الغذائية والطبية إليها». ودعا «أهالي المناطق المغتصبة إلى التعاون مع المحررين المجاهدين، لأنهم جاؤوا من أجل تخليصكم وإنهاء معاناتكم، وفي الوقت ذاته نستقبل شكاواكم في حال الاعتداء عليكم».
وحذّر النجيفي من «الانتهاكات المرتكبة في معركة تكريت». وطالب بـ «منع الاعتداءات على العزّل في منطقة العلم»، رافضاً «ممارسات بعض الميليشيات وإحراق منازل السنّة ومنع بعضهم من العودة إلى دياره». ولفت إلى أن «طبيعة المعركة على الأرض ستحدد مستقبل العراق الموحد، بعيداً من الاحتقان الطائفي».
إلى ذلك، ذكر مصدر أمني أن «قوات من الجيش والشرطة الاتحادية، بدعم من الحشد الشعبي، بدأت صباحاً هجوماً على مركز تكريت من محاور عدة لتحريرها من سيطرة داعش». وأضاف أن العملية يدعمها طيران الجيش والقوة الجوية». وأوضح أن «القوة جاءت من ديالى وبدأت تحرير منطقة مطيبجة الواقعة بين تكريت والضلوعية». وزاد: «في القرية معسكر التدريب الأساسي لداعش، وإحدى أهم ما يعرف بمضافات الانتحاريين العرب، والأجانب الآتين من سورية باتجاه الموصل، ومن ثم إلى صلاح الدين».
وأبدت عشائر تكريت استعدادها للإمساك بالوضع الميداني بعد تحرير المدينة من سيطرة «داعش»، مؤكدة أن «القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي تقف على مشارف تكريت، بعد الانتصارات التي سطّرتها في مناطق الدور والبوعجيل والعلم». وأعلنت أن «أبناء العشائر يشاركون اليوم أبناء العراق في هذه الملحمة التاريخية من خلال منتسبيهم في القوات المسلحة، من جيش وشرطة وحشد شعبي».
وأعلن مجلس محافظة صلاح الدين انضمام 700 متطوع من ثلاث عشائر في المحافظة إلى القوات التي تقاتل «داعش».