صحيح ان زيارة الرئيس سعد الحريري الى مصر تأتي في إطار سلسلة من الزيارات التي يقوم بها لعدد من العواصم العربية واللقاءات مع سفراء دول كبرى حيث التقى ولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وكذلك أستقبل السفير الأميركي والسفير الروسي في لبنان. إلا أن زيارته إلى مصر برفقة الوزير السابق باسم السبع ومستشاريه غطاس خوري وهاني حمود ورضوان السيد لا يمكن فصلها عما يجري في المنطقه من ترتيب لتحالفات جديدة يجري الأعداد لها بين دول إقليمية ذات تأثير كبير في مسار الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية ابتداءا من سوريا والعراق وصولا الى اليمن. وقد أستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عند العاشره قبل ظهر اليوم الاثنين الرئيس
سعد الحريري والوفد المرافق في قصر الاتحادية بالقاهرة وتناول البحث مجمل التطورات الراهنة العربية والإقليمية بالإضافة إلى العلاقة بين البلدين. وتعقيبا على هذه الزيارة صرح عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل مصطفى علوش (ان الهدف الأساسي للزيارة هو دعم الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لاعادة تكوين قوة عربية وسياسية تعيد للعالم العربي توازنه. ) وردا على سؤال قال علوش ( ان مصر لا زالت تعد القوة الأهم على الساحة العربيه. وزيارة الحريري تأتي لخلق توازن إقليمي لقلب المعادلة في لبنان. ) لا شك أن زيارة سعد الحريري الى مصر تأتي في ظل تحديات كبيرة في المنطقه العربية وقد تعطي بارقة أمل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية
اللبنانية كما كان لمصر دور في انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان. سيما وأنها لا زالت تلعب ادوارا إيجابية في خلق توازنات في المنطقه وبالتالي فهي تحظى باحترام كافة الأطراف اللبنانية. وكذلك فإن الزيارة تساهم في إبقاء لبنان حاضرا على الخارطة الإقليمية والدولية بعد ان خفت هذا الحضور مع الشغور الرئاسي. ولا بد من التأكيد على ان الزيارة هي غاية في الأهمية بكل المقاييس اللبنانية والعربية والدولية. ومن الضروري استثمارها سياسيا ودبلوماسيا في الاتجاه الصحيح لما تحمله من مفاعيل إيجابية على الواقع اللبناني الغارق في المشاكل والأزمات المتراكمة..