الصحف اللبنانية الموالية لحزب الله والنظام، نشرت مؤخراً أن الجيش اللبناني استبق المعركة "بمعارك" على الحدود البقاعية، بعد أن تأكدت أن تنظيم الدولة "داعش" سيشن هجوم على قرى البقاع فور انحسار العاصفة، في مااعتبرته أنه يوفّر جبهة قتال مباشرة مع حزب الله ، ويسحب البساط من تحت أقدام "جبهة النصرة".
وعلى مايبدو أن اللبنانيين لم يفرقوا منذ اندلاع المعارك هناك بين فصيل وآخر، لكن في الفترة الأخيرة بدت الحرب الإعلامية أكثر شراسة، عندما حاولت بعض وسائل الإعلام الموالية لحزب الله الحديث عن الصراع بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة في محاولة من التنظيم سحب البساط من النصرة الممسكة بزمام الأمور هناك. مستغلة خبر الصراع الذي انتشر حديثاً بين المسؤول الشرعي وبين أمير التنظيم نفسه. وهو مايتنافى مع "صراع" بين (النصرة) و(التنظيم) في منطقة القلمون، لكن ربما يكون بين أعضاء التنظيم وحده، وهو أمر تستبعدها مصادر ميدانية هناك.
محاولة نسج روايات غير مفهومة من قبل الإعلام اللبناني ( الموالي للأسد ونصرالله) ، إنما يدل على خوض معركة إعلامية استباقية عن المعركة الميدانية التي لن تبدو سهلة باعتراف تلك الوسائل دون غيرها.
صحيفة "الأخبار اللبنانية" قالت مؤخراً أنه استباقاً لذوبان الثلوج، انطلقت عملية عسكرية معدّة سلفاً عند الرابعة فجراً. انتقلت ثلاث سرايا من فوج التدخّل الرابع إلى المنطقة الجردية للمشاركة في العملية العسكرية، إلى جانب سرية موجودة أصلاً. وسبب العملية التي بدت مفاجئة «تقرير معلومات»، جاء خلاصة استطلاع ورصد من قبل فوج التدخل الرابع، وجاء فيه أن المجموعات المسلّحة تُعدّ لهجوم كبير ومباغت فور ذوبان الثلج وانحسار العاصفة الثلجية من «المنطقة الممتدة من صوب سهل النجاص في اتجاه وادي رافق»، وبالتالي، يُسهّل ذلك إمكانية التسلل الى منطقة البقاع مع تجنّب المرور بعرسال، فضلاً عن محاولة قطع الطريق على المعركةالتي تُجهّز لهم على هذه الجبهة من قبل حزب الله والجيش مع قدوم الربيع".
ولم يمض أسبوع واحد على تلك "الحرب الإعلامية"، حتى سربت مصادر، تحضير قوات النظام لشن آخر الهجمات في القلمون الجنوبي بريف دمشق الغربي.
بحيث يتكفل حزب الله والجيش اللبناني بمواجهة هجوم الثوار بمافيهم (النصرة وتنظيم الدولة) في منطقة القلمون الشمالي ، بينما يهجم النظام على منطقة القلمون الجنوبي ( لاستعادة الزبداني). بمعنى أن المعركة ستحمل عنوانين لكل طرف ، هجومي من طرف جرود عرسال، ودفاعي من طرف الزبداني.
صحيفة الشرق الأوسط عززت تلك الروايات بنقلها عن مصادر خاصة لها أن " بشار الأسد استبق معركة الزبداني بالتواصل مع فعاليات مدنية وشخصيات معارضة في المدينة بهدف التوصل إلى هدنة" فهل تكون خدعة حرب أم تبرير لخسارة مرتقبة بعد فشل 3 محاولات سابقة للتوصل إلى هدنة العام المنصرم.
الصحيفة نقلت في هذا الخصوص "أن فعاليات من الزبداني تمت دعوتها يوم الجمعة الماضي إلى اجتماع في جامع بلودان الكبير، أدلى فيها الأهالي بشروط وطلبات لقاء الموافقة على هدنة في المدينة المحاصرة، تتلخص في «تفكيك العبوات والألغام داخل البلدة وخارجها بإشراف هيئة مشتركة من الأهالي»، و«عودة أهالي الزبداني إلى منازلهم بأقرب فرصة، والإسراع بتشكيل لجنة متابعة مكلفة من الدولة لدراسة وتقدير الأضرار وصرف التعويضات للمتضررين». كما اشترط الأهالي «عودة كافة مؤسسات الدولة الخدمية والأمنية إلى داخل الزبداني لتسهيل أعمالها وإعادة الإعمار، وتأهيل البنية التحتية والخدمية للمدينة»، إضافة إلى «حل مشكلة المنشقين عن الجيش السوري وأمر المتخلفين، إما بالخدمة داخل المدينة أو تأجيل الخدمة الإلزامية إلى حين انتهاء الأزمة»، فضلا عن "الإسراع بحل مشكلة ملف الأسرى والإفراج عن المعتقلين والمختطفين لدى الطرفين".
وكما هو معروف أن الزبداني هي آخر المدن في القلمون التي يتقاسم فيها الثوار والنظام السيطرة، حيث تخضع أحياء بالكامل لسيطرة الثوار، بينما تنتشر حواجز أمنية وعسكرية للنظام في أحياء أخرى.
المعركة المتوقع اندلاعها قريباً، ذات أهمية كبيرة للبنان أكثر من النظام، فإذا ماتمكن الثوار (بمافيهم جبهة النصرة وتنظيم الدولة) من اختراق تحصينات الجيش اللبناني وحزب الله، فإن المعركة ستنتقل إلى العمق اللبناني، فيما لن تكون ذات أهمية في الجغرافية السورية، لأسباب أهمها تماسك المقاتلين (الثوار وجبهة النصرة) في جبهة جرود عرسال من الطرف الشمالي للقلمون، وتعنت ثوار الزبداني على عدم تسليم المدينة للنظام الذي عجز منذ بداية الثورة السيطرة على تلك المنطقة، واكتفى بقطع الطريق إليها وحصارها.
المصدر : اورينت نت