تذكر رانيا مكرم الباحثة في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن منشأ الكراهية بين العرب وايران تاريخي رسخّ هواجس مشتركة بين القوميتين العربية والفارسية وتبرز نظرة الآنف الفوقية والمتعالية من قبل العرب للفرس كما أن الفرس ينظرون الى العرب نظرة ازدراء ودونية كونهم أكثر غنى وحضارة ومازالت تسيطر على أهل فارس سطوة العرب عليهم خلال معركة القادسية قبل 1400 سنة .
وطرأ على منشأ الكراهية بين القوميتين منشأ آخر تمثل بالخلاف السني- الشيعي الذي ضاعف من تاريخية الكراهية التي تتحكم بأنماط العلاقات العربية – الفارسية والتي نشهد مرحلة من أبشع مراحلها من خلال الصراع على النفوذ
في التاريخ المعاصر والذي اصطبغ بالدماء الطائفية والمذهبية المُراقة في العراق وسورية ودول أخرى . تقول مكرم : أن ايران تسهم في تكريس الكراهية من خلال الدعم العسكري لجماعات شيعية على غرار الدعم الايراني للحوثيين ولحزب الله اضافة الى محاولات ايران المستمرة في نشر الفكر الشيعي في عدد من الدول وعلى رأسها سورية ما قبل الأزمة والسودان ويأتي موقفي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك والملك عبدالله شاهدة على سعي ايراني للمس بالهوية الديمغرافية للمنطقة وقد قال الرئيس المصري : بأن شيعة المنطقة ولاؤهم لايران , وليس لدولهم , وقال الملك الأردني بضرورة وجود هلال سني في مواجهة الهلال الشيعي . كما أن ما يصدر من تصريحات
ايرانية بحق دول الخليج تكشف عن شعور التفوق الايراني على العرب لا سيما اذا ما اختص الحديث بدول الخليج التي تعدها ايران حديثة النشأة وهذا الشعور لا يلامس السلطة الايرانية فحسب بل أنه يطال الرأي الشعبي الايراني وتذكر الكاتبة مثالاً على ذلك يوم أعربت الامارات منذ ما يقارب من أربعة أعوام , عن عدم قبولها في استمرار احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث فبادر عدد كبير من الايرانيين الى التجمهر أمام السفارة الاماراتية في طهران , ومعهم كعكة تحمل 53 شمعة , في اشارة الى حداثة عمر دولة الامارات , مقارنة بما يقرب من 2500عام لايران . وتقدم طهران على استفزاز البحرين بالحديث عن كونها المحافظة الرابعة عشرة لايران , ومن حق الاخيرة
استردادها في أيّ وقت , كما ذكرت مراراً وتكراراً شخصيات عدّة في النظام الايراني منذ عام 2007ومن بينها حسين شريعتي مستشار القائد الأعلى للثورة الايرانية ورئيس تحرير كيهان . ولم تلّوح ايران بكف الصداقة والسلام للعرب, ولم تقدم بادرة ايجابية تجاههم بغية ازالة الهواجس وابداء حسن النيّة لتغيير وجهة نظر العرب من ايران والتي تعتبر سياسة الجمهورية الاسلامية سياسة توسعيّة تستخدم كل الأدوات المشروعة وغير المشروعة بما فيها البعد الديني والطائفي لتحقيق أهدافها .
ويفيض السلوك الايراني عداءً من خلال اتخاذ مواقف معادية للأنظمة العربية على أساس طائفي مغلف بستار حقوقي مثل موقفها من الحوثيين في اليمن واحتجاجات الشيعة في البحرين كما أن استغلال ايران لحالة العزلة التي يعانيها السودان يخدم السلوك العدائي الايراني للعرب كما أن موقف ايران مما يحدث في العراق الذي تحول الى ساحة نفوذ ايرانية يغذي عدائية ايران للعرب .