بدأ نحو 30 الف عنصر عراقي من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وابناء بعض العشائر السنية الاثنين الماضي، عملية عسكرية واسعة لاستعادة مدينة تكريت ومحيطها من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية. في ما يأتي اسماء ابرز قيادات هذا الهجوم، وهو الاكبر ضد التنظيم منذ سيطرته على مساحات واسعة في العراق في حزيران العام الماضي: - رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي: القائد العام للقوات المسلحة، اعلن بنفسه مساء الاحد الاول من آذار، انطلاق عمليات "تحرير" محافظة صلاح الدين، ومركزها تكريت، خلال زيارة الى مقر القيادة العسكرية في مدينة سامراء. كما زار مرتين منذ ذلك، قيادة العمليات المشتركة في بغداد "للاشراف على سير العمليات العسكرية" في صلاح الدين.
تسلم العبادي مهامه في آب خلفا لنوري المالكي الذي تنحى بعد ثمانية اعوام في الحكم، تحت ضغوط محلية ودولية، اثر الهجوم الكاسح للتنظيم. يسعى الى اعتماد سياسة مختلفة عن سلفه، لا سيما لجهة الانفتاح على السنة الذين يعتبرون انهم تعرضوا للتهميش في عهد المالكي. أخبار ذات صلة "داعش" يدمر اطلال مدينة الحضر الاثرية وحسم معركة تكريت "مسألة وقت" - قاسم سليماني: أبرز القادة العسكريين الايرانيين، وصاحب ادوار واسعة في دول تحظى فيها طهران بنفوذ واسع، لا سيما العراق وسوريا ولبنان. قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري. ينسب اليه، وهو في نهاية العقد الخامس من العمر، الدور الاكبر في مساعدة العراق على وقف زحف تنظيم الدولة الاسلامية، ومنعه من التقدم نحو بغداد او المراقد الشيعية. غالبا ما يوصف بانه اقوى مسؤول امني في الشرق الاوسط. يعمل في الظل، ونادرا ما يدلي بتصريحات.
الا ان تواجده الميداني، أكان في سوريا او العراق، يظهر من خلال صور على مواقع التواصل الاجتماعي او في وسائل اعلام ايرانية. بدا في صور نشرت مع بداية معارك تكريت، يرتدي ملابس كحلية اللون وقبعة رياضية، محاطا بمسلحين. واعتبرت واشنطن، على لسان رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي، ان دور طهران في معركة تكريت يمثل التدخل الايراني "الاكثر وضوحا" في العراق منذ العام 2004. - هادي العامري: سياسي شيعي يتزعم "منظمة بدر"، وهي من ابرز الفصائل المسلحة المقربة من ايران. يعد من أبرز قادة "الحشد الشعبي"، المظلة التي تجتمع تحتها مجمل المجموعات التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية، والذي يكتسب دورا متناميا في القتال منذ انهيار العديد من قطعات الجيش العراقي في وجه هجوم التنظيم. يعرف عن العامري تواجده عند الخطوط الامامية. وغالبا ما يرتدي هذا النائب الذي شغل سابقا منصب وزير النقل، الزي العسكري. في معركة تكريت، يقود العامري الفصائل المتقدمة من محافظة ديالى شمال شرق بغداد، والتي اعلن العراق "تطهيرها" في كانون الثاني/يناير، اثر معارك كان لمقاتلي العامري الدور الاكبر فيها.
امضى سنوات منفيا في ايران خلال عهد الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين. تفرغ العامري الذي يتكلم الفارسية بطلاقة، بعد هجوم تنظيم الدولة الاسلامية، للعمل العسكري الميداني. - جمال جعفر: شخصية مثيرة للجدل، ويعرف باسم "ابو مهدي المهندس". يتهمه الاميركيون بتفجير السفارتين الاميركية والفرنسية في الكويت في العام 1983. فاز بمقعد نيابي في انتخابات العام 2005، وهي الاولى التي اجريت بعد الاجتياح الاميركي للبلاد قبل ذلك بعامين. الا انه توارى عن الانظار منذ ذلك الحين، لكونه مطلوبا من القوات الاميركية.
عاود الظهور العلني في كانون الثاني، بمؤتمر صحافي عقده في المنطقة الخضراء في بغداد، والتي تضم المقار الحكومية وسفارات كبرى الدول الغربية، كالولايات المتحدة وبريطانيا. قدم نفسه، بالزي العسكري وسط اجراءات امنية مشددة، على انه "نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي" التي يترأسها مستشار الامن القومي فالح الفياض. ويعد المهندس بمثابة حلقة الوصل بين مختلف الفصائل الشيعية. وبحسب مقربين منه، فهو اقرب الشخصيات العراقية الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، ويتمتع بعلاقات متميزة مع القادة العسكريين الايرانيين، لا سيما سليماني. - قيس الخزعلي: زعيم "عصائب اهل الحق"، احدى ابرز الفصائل الشيعية واكثرها شراسة. برز اسمها بعدما خطفت خبير المعلومات البريطاني بيتر مور وحراسه الاربعة الذين يحملون جنسيات غربية في ايار 2007، واحتجزته لعامين ونصف عام، قبل ان تفرج عنه وتسلم جثث ثلاثة من حراسه، لقاء اطلاق سراح عدد من قادتها، وبينهم الخزعلي. - الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي: قائد عمليات صلاح الدين، وغالبا ما شارك ميدانيا في عمليات استعادة مناطق كان التنظيم يسيطر عليها، لا سيما مدينة بيجي شمال تكريت.
اصيب الساعدي بتفجير عبوة ناسفة استهدفت موكبه جنوب بيجي مطلع كانون الثاني. كان ضابطا في الجيش حتى سقوط نظام صدام حسين، وانضم اليه مجددا بعد 2003. تسلم قيادة عمليات صلاح الدين في ايلول. - الفريق الركن عبد الامير الزيدي: تسلم قيادة عمليات دجلة التي تشرف على محافظتي ديالى (شمال شرق بغداد) وكركوك (شمال بغداد) في 2010. اتهمه الاكراد بانه شارك في قمعهم ابان حكم صدام حسين، ومنعوه من دخول مركز مدينة كركوك المتنازع عليها مع الحكومة المركزية. انسحب مع قواته من محيط المدينة اثر هجوم حزيران. - اللواء الركن عماد الزهيري: ضابط سابق في عهد صدام حسين. رقي الصيف الماضي الى رتبة لواء ركن وتسلم قيادة عمليات سامراء، بعدما عمل في محافظة الانبار (غرب) وقيادة القوة البرية وقيادة عمليات بغداد. يعرف عنه علاقاته الجيدة مع العشائر السنية في سامراء.