ظهور المرشد الأعلى الإيراني وخطابه بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، أنهى الإشاعات التي نشرها صحف عربية وروسية وإسرائيلية وفرنسية خلال أسبوع، زعمت بأن وضعه الصحي متدهور وأنه في غرفة العناية الفائقة ودرست الإحتمالات الواردة في خلافته، كما موضوع مستقبل إيران ومصير المفاوضات النووية. سبق خطاب المرشد بيوم تصريحات الدبلوماسي السابق الإيراني صادق خرازي، الذي طمأن الجميع بصحة خامنئي، مضيفا بأن الهدف من تلك الإشاعات التي تطبخها الصهاينة هو زعزعة أقدام المفاوضين الإيرانيين. كان لافتا أن المصدر الرئيس لهذه الإشاعة كان مالكل لدين المنظر الإمريكي ذو النفوذ الواسع المنتمي إلى تيار المحافظين الجدد والمقرب جداً من الصهاينة.
والرجل الذي أنبأ أخيرا عن تدهور صحة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، متعود بنعيه! حيث أنه سبق و أن نعى خامنئي مرتين أولهما في كانون الأول 2005 وثانيهما في تشرين الأول عام 2009 وفي كلتا المرتين أكد على أن مصدره موثوق جداً. وكما صرح صادق خرازي، إن الهدف من وراء تلك الإشاعات هو زعزعة المفاوضات، حيث أن الفريق المفاوض الإيراني، يعتبر أن المرشد الأعلى خامنئي، هو السند الوحيد له في المفاوضات، وأنه كهف الأمان لهم من التهجم الشرس الذي يشنه المحافظين المتشددين. وبالرغم من أن الكثيرين يعتبرون أن غياب المرشد الحالي آية الله خامنئي، يترك تأثيراً إيجابياً على مسار المفاوضات ويسهّل إنجازها، إلا أن الإحتمال الأقوى هو التصعيد من قبل
الإيرانيين في ظل غياب المرشد الحالي الذي أبدى مرونة عالية للتفاوض مع الدول الست، رغم تشاؤمه بمصير المفاوضات وعدم ثقته بالغرب. لا شك في أن موت المرشد الأعلى في المرحلة، يسرّ الصهاينة، لأن من شأنه أن يؤجل الإتفاق النووي على الأقل إن لم يقض عليه، كما يفسح المجال أمام المتشددين في إيران لجر البلد إلى ما وصل إليه كوريا الشمالية التي حصلت على القنبلة النووية وخسرت كل شيئ.