حضت إيران الدول الست المعنية بملفها النووي، على «اتخاذ قرار سياسي» يتيح إبرام اتفاق يطوي الملف. وكرّرت إصرارها على «رفع كامل، لا تدريجي»، للعقوبات المفروضة عليها، لكنها لمّحت إلى إمكان قبولها تجميد أجزاء من برنامجها الذري لعشر سنين.
واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن «التوصل إلى اتفاق جيد» مع طهران «بات في متناول اليد». وأضافت: «لن يُبرم أي اتفاق إذا لم يكن جيداً، وهذه رسالة علينا أن نوجّهها إلى أصدقائنا وشركائنا. يجب أن نقطع الكيلومتر الأخير، وهي مسافة تحتاج إلى إرادة سياسية اكثر منها إلى مفاوضات تقنية».
أما نظيرها الإيراني محمد جواد ظريف، فجدّد مطالبته بـ «رفع كامل، لا تدريجي، للعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على إيران قبل إمكان التوصل إلى اتفاق نووي». وقال لوكالة «كيودو» اليابانية للأنباء: «العقوبات لا تتماشى مع التوصل إلى اتفاق. رفْعُها تدريجياً لا يخدم عملية بناء الثقة، ولدينا تفويض واضح جداً من أجل رفع كل العقوبات».
وأشار ظريف إلى أن «الصعوبات المتبقية في المفاوضات لم تعد فنية، بل سياسية»، وحض الغرب على «اتخاذ قرار سياسي» يتيح إبرام اتفاق نهائي. وأبرز أهمية إيجاد آلية تضمن تطبيق الاتفاق، قائلاً: «إذا (أُبرِم) اتفاق، وصادق عليه مجلس الشورى (البرلمان)، ستقبل إيران التزام ضوابط دولية أكثر صرامة». واستدرك أن طهران لن تقبل طلبات «تعسفية بلا أساس» لتفتيش مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، والذي تشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران أجرت فيه اختبارات لصنع سلاح نووي.
وكان الوزير الإيراني قال لشبكة «سي أن أن» الأميركية: «أقدمنا على خيار صعب للانخراط في مفاوضات، على رغم أن الأمر ليس ضرورياً، اذ إن الأزمة مصطنعة. توقّع بعضهم قبل 20 سنة أن إيران ستصنع قنبلة (نووية) خلال سنة، وهذه التوقعات ثَبُت خطأها مراراً». وزاد: «أظهرنا إرادة سياسية لدخول المفاوضات لتسوية الملف، وعلى الطرف الآخر أن يفعل الأمر ذاته ويتخذ قرارات صعبة. إما أن يختار مسار العقوبات ويتابع المواجهة، أو تسوية الملف من خلال المفاوضات والتوصل إلى اتفاق».
وسُئِل ظريف عن اشتراط الرئيس الأميركي باراك أوباما لإبرام اتفاق، أن تجمّد طهران نشاطاتها الذرية لعقدٍ على الأقل، فأجاب: «يعتمد الأمر على كيفية تعريفه. كنا نتحدث عن قبول إيران طوعاً بعض القيود. لدينا برنامج نووي سلمي ضخم أقامه علماؤنا وشعبنا، وهو يتقدّم. إذا كان لدينا اتفاق سنقبل قيوداً معيّنة لفترة معيّنة من الوقت، لكنني لست مستعداً للتفاوض على الهواء عن مدة (تطبيق الاتفاق) أو القيود التي سنكون مستعدين لقبولها طوعاً».
وكان ظريف اتهم أوباما الثلثاء الماضي بـ «استخدام عبارات وصيغ غير مقبولة تنمّ عن تهديد»، معتبراً أن تصريحاته هدفها «كسب الرأي العام الأميركي ومواجهة دعاية رئيس وزراء الكيان الصهيوني (بنيامين نتانياهو) وسائر المتطرفين المعارضين للمفاوضات». وأكد أن إيران «لن ترضخ أمام المطالب المبالغ فيها وغير المنطقية للطرف الآخر».
إلى ذلك، نشر عباس عراقجي، نائب ظريف، صورتين على موقع «إنستغرام» للمفاوضات في مدينة مونترو السويسرية التي اختُتمَت الخميس، تُظهر أن الأعضاء السبعة في الوفد الإيراني تفاوضوا مع حوالى 50 خبيراً من الدول الست.