الاهتمام الروسي بالشرق الأوسط لا يقف عند الحرص الزائد على استقرار هذه المنطقة ومنع انزلاقها نحو حروب وكوارث إضافية، كما تؤكد الديبلوماسية الروسية في كل محفل، بل يتعدى ذلك إلى كون المنطقة سوقاً مهمة لصادرات السلاح الروسي.
ومصائب الشرق الأوسط عند مصدّري السلاح في العالم، فوائد. لذلك، لا عجب أن يعترف مسؤول روسي رفيع المستوى بأن بلاده زادت على رغم العقوبات الغربية ومحاولات عزلها - صادرات السلاح إلى الشرق الأوسط، وأن معدلات بيع السلاح الروسي «طارت» مع ارتفاع معدلات سخونة الأوضاع في المنطقة، كما قال سيرغي تشيميزوف رئيس مؤسسة «روس تيخ» الروسية العملاقة التي تدخل ضمن مجموعتها مؤسسة «روس أبورون أكسبورت» المسؤولة مباشرة عن صادرات السلاح الروسي.
تشيميزوف أعلن أن موسكو باعت العام الماضي أسلحة ومعدات حربية بقيمة 13 بليون دولار، وأن لديها «رزمة حجوزات للعام الحالي تزيد على 38 بليون دولار».
كان الرجل صريحاً مع الصحافيين لدى عودته من أبو ظبي، حيث شارك في معرض «آيدكس 2015» للسلاح، وقال أن الأوضاع الملتهبة في الشرق الأوسط رفعت معدلات مبيعات السلاح الروسي، و «الكل يعلم أنه كلما زادت الصراعات بعنا أسلحة أكثر».
وتابع المسؤول عن ملف الصادرات العسكرية: «الطلبات التي تأتينا تتزايد على رغم العقوبات الغربية، وغالبيتها من الشرق الأوسط ومنطقة أميركا اللاتينية». لكنه أكد في الوقت ذاته أن الحديث بالدرجة الأولى يتعلق بأسلحة دفاعية و «هم (المشترون) يريدون الدفاع عن أنفسهم وضمان أمنهم».
ويبدو أن أوضاع المنطقة أسالت لُعاب مصدّري الأسلحة الروس، فجاءت مشاركة موسكو في معرض «آيدكس» الأوسع منذ سنوات، وبعض النماذج من الأسلحة والمعدات التي عُرِضت في أبو ظبي كانت تُعرض للمرة الأولى، كما قال القائد السابق للقوات البرية الروسية آليكسي ماسلوف.
ومع اهتمام روسيا التقليدي بأسواق البلدان النامية، للمنطقة العربية الأولوية الآن، إضافة إلى إيران التي تُعدّ شريكاً مهماً للروس. وعرضت موسكو أخيراً على الإيرانيين تزويدهم أنظمة صاروخية متطوّرة من طراز «انتاي 2500»، وهي نسخة مطورة جداً من «إس 300» المعروفة، والتي كانت روسيا امتنعت عن تسليمها لإيران بموجب عقد موقّع في عام 2007، وذلك بسبب الضغوط الغربية.
وأشار تشيميزوف إلى أن الإيرانيين يفكرون في العرض الروسي الجديد و «يردّون قريباً».
ولفت إلى أن موسكو تعمل لتوسيع تعاونها مع بلدان مثل دولة الإمارات ومصر والأردن وغيرها، مشدداً على أن بعض بلدان المنطقة لم تعد تحصر اهتمامها بامتلاك التقنيات العسكرية، بل بدأت تتحول نحو المشاركة في إنتاجها.
وفي هذا السياق، جاء تقديم عرض روسي إلى الإمارات للتعاون في تصنيع أنظمة مضادة للدبابات من طراز «خريزانتيما – إس» التي تعد الآن من أفضل المنظومات المضادة للدروع في العالم، وهي تعمل في كل الظروف المناخية، بقناتي توجيه قادرتين على كشف الهدف وتدميره حتى في سحابات من الدخان أو في ظل الضباب وتساقط الثلج، في أي وقت من الليل والنهار، من دون اللجوء إلى الرؤية البصرية.
وكانت روسيا تعاونت مع الأردن في إنتاج نسخة مطوّرة من قاذفة «آر بي جي» الشهيرة، كما أعلنت أخيراً أن تعاونها مع بلدان في المنطقة بلغ مستويات تعتبر سابقة لجهة الكميات المباعة أو الانتقال نحو أنظمة التصنيع المشترك.