استمع فريق المستقبل لفريق حزب الله لوجهة نظرهم في الرئيس المُقدر وصوله الى قصر بعبدا اذا ما تفهم التيّار لشروط 8آذار في موقع يفترض أن يكون داخل قفص الجهة المسيطرة ليتمكن من القيام بدوره المطلوب في بلد محاط بأعداء يتريصون به شرّ الارهاب القادم من خلف الحدود .
وربما يستمع فريق حزب الله لفريق المستقبل لوجهة سيرهم الطوعي داخل النفق المفتوح لتحصيل مكاسب في سلطة منزوعة القرار تخفيفاً للأجواء الطائفية المضطربة والتي تستدعي توصلاً لمحاصصة رئاسية تؤكد على الطائف كمرجعية وطنية تعطي السنة والشيعة أحقيّة التقرير في الرئاسيات المسيحية طالما أن المسيحيين غير قادرين على التفاهم في ما بينهم لانجاز مهمة بحجم اختيار رئيس مسيحي للبنان .
لقد قارب الطرفان استحقاق الرئاسة عن بعد دون البحث في جوهر الخلاف واجتراح حلول مفيدة تخرج أزمة الرئاسة من دوامة الباحثين عن حل لها . كما المستقبل وحزب الله كذلك الكتائب المنهمك بترتيبات تجعل من حظوظ رئيسه أمراً محتملاً وغير مستحيل لذلك تداعى ومعه الرئيس سليمان وبطرس السياسة الرئاسية للدفع نحو دور مسيحي خجول في رئاسة أصبحت من صنع غير المسيحيين وضمن حسابات غير وطنية باعتبار لبنان حبل شدّ ما بين المملكة من جهة والجمهورية الايرانية من جهة ثانية .
يبدو أن حوار حزب الله – المستقبل قائم على ما يخدم الطرفين في مصيبة الارهاب الذي جمعهما لذلك تذهب نتائج الحوار في ما خصّ الرئاسة بما يتصل بداعش فاذا كان التعطيل ينفعّ تنظيم الدولة فسيبقي المتفقان على الارهاب أمر الرئاسة مؤجلاً وامّا اذا كان تعين رئيس للبلاد يضر بمصالح داعش فان حزب الله والمستقبل سيصنعان رئيساً من وهم المسيحيين بخلال ساعات أو أيّام لأن أولوية الأولويات بالنسبة لهما هو تسكير كل الكوّات التي يستفيد منها الارهاب الذي عادته كل من السعودية وايران .