من المفترض أن تكون المحكمة لبنانية ذات طابع دولي إلاً أن الواقع خلاف ذلك إنها محكمة دولية ذات طابع لبناني وكانت بهذه الصفة لإضفاء الثقة عليها أمام الأكثرية الساحقة من اللبنانيين الذين لا يثقون مطلقاً بنزاهة قضائهم ولا باستقلاله من تأثير السياسيين عليه حيث كان واقعاً تحت نفوذ الإستخبارات السورية في عهد وصايتها على لبنان على مدار ٣ عقود وبعد انسحابهم انتقلت الوصاية إلى حليفهم حزب الله الأقوى أمنياً وعسكرياً من الدولة اللبنانية ومن كافة الأحزاب اللبنانية مجتمعةً ومتفرقةً وحزب الله لا يُخفي مطلقاً عمق تحالفه مع النظام السوري وربط مصيره بمصيرالنظام السوري ودائماً في لبنان يكون القضاء فيه تابعا غير مستقل ومتأثراً غير نزيه بالحزب الأقوى أمنياً وعسكرياً وبمقتضى تبعيته وانعدام استقلاليته في محاكمه فإنَّ أي معارض سياسي للحزب الأقوى في لبنان من الطبيعي أن يخرج المعارض من محاكم القضاء بتهمة الخيانة أو العمالة أو تهديد الأمن القومي أو السلم الأهلي فتجري محاكمته بصورة مسرحية ويُرمَى بعدها في السجن مجرداً من حقوقه الإنسانية والمدنية لذلك لجأ
اللبنانييون الضعفاء أمنيا وعسكريا مقارنة بقوة حزب الله إلى المجتمع الدولي لإنشاء محكمة دولية ذات طابع لبناني لمعرفة هوية قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحاكمتهم وإنْ جَهِلَ جمهور المقاومة والممانعة فإنَّ قيادات هذا المحور لا تجهل مطلقاً معنى صدور قرار من مجلس الأمن الدولي تحت بند الفصل السابع الذي قضى بوجوب التحقيق في عملية اغتيال الشهيد الحريري والنظر في نتائج التحقيق في ظل محاكمة ومحكمة دولية ذات طابع لبناني التي من مخافتها وجديتها وقوتها اعتبرها محور الممانعة والمقاومة استقواءً من فريق ١٤ آذار على شركائه في الوطن وأشار مراراً إلى أن هذه المحكمة سوف تضرب استقرار البلد ومؤسساته الدستورية والقانونية وصنف فريق ١٤ اذار بالخونة والعملاء الذين يستحقون الإعدام تحت قوس قضائه اللبناني ومع عدم القدرة يستحقون الإغتيال ؟!؟!؟! بالتأكيد لا تجهل قيادات محور المقاومة والممانعة الدلالات الخطرة والقاسية التي يتضمنها القرار الصادر من مجلس الأمن تحت بند الفصل السابع بخصوص المحكمة الدولية ذات الطابع اللبناني لمحاكمة قتلة رفيق الحريري الشهيد إنهم يعلمون خطورة هذا القرار الدولي لأنهم ذاقوا مثله سابقاً لحدوث زلزال سيسبب هزات ارتدادية لا حدود لها حتى تنتصر العدالة الدولية على حملة البنادق المستأجرة والمأجورة بإسم أنبل قضية وهي قضية فلسطين التي باسمها استبحنا وأبحنا كل شي فعصينا الله من حيث نريد طاعته
بقلم: ربيع الموسوي