شهدت مباراة الأمس بين (الرياضي) و (الحكمة) مهزلة أظهرت للعلن مدى الانقسام والتبعية والإنغلاق الذي وصل إليه العقل اللبناني ....
كرة الطائفية !! إن التمويل الطائفي والسياسي للعبة كرة السلة سلب منها كيانها فالرياضي (مستقبل) والحكمة انتقل من احضان 8 اذار ليسقط على لائحة القوات ... فكرة السلة التي صنع مجدها وحصد بها البطولات والإنجازات كل من فريقي الرياضي والحكمة ، فقدت وهجها ، وذبحت بداعش التمويل المتسلط ! وأصبحت في ملعب السياسة تخسر نقاطها ...
خلاف سيوطائفي !!! الاشكال بدأ بمشادة بين ستوغلين اللاعب الآجنبي من فريق الحكمة وعلي محمود لاعب الرياضي لتتطور للضرب وتدخل سائر اللاعبين ، علي يقول (ستوغلين حاطط علي) وجودت شاكر يقول ( ستوغلين افتعل المشكلة) اما نادي الحكمة فقد رفض متابعة المباراة إثر إصابة أربعة من لاعبيه ... ليعلن الاتحاد حسم المباراة لصالح الرياضي وحسم نقطة من رصيد الحكمة .
سخرية إعلامية .... كما تابع المشاهدون المباراة على شاشة LBC هم شاهدوا أيضاً النزاع ! فكيف للقناة الأولى أن لا تستغل نزاع رياضي طائفي ، ولو كان النقل والـ (سكوب) على حساب كرامة الرياضة ولاعبيها ! فكل شيء رخيص أمام سبق يرفع نسبة المشاهدين ؟
قرار الوزير ... وإزاء كل هذا قرر الوزير الحناوي منع الجمهور من دخول الملاعب حتى انتهاء الدوري !!! المشكلة يا سيادة الوزير ليست مشكلة جمهور المشكلة مشكلة وطن / مشكلة اتحاد / أندية / لاعبين ... ولكن فلتكن "شماعة" الجمهور هي التي تعلق عليها عيوب الطائفية الملاعبية .. فنحن في وطن لا يُبحث به عن الحل بقدر ما يُبحث عن سلة تسقط فيها المشكلات !!!! وضاعت كرة السلة كما ضاع وطن اجتره هكذا زعماء ..
الحل ... إعادة هيكلة اتحاد كرة السلة فهذا الانحاد قد فقد ثقة الأندية آولاً واللاعبين ثانياً والجمهور ثالثاً ، في ظل عجزه وتقاعسه عن حل المشكلات التي مرت بها لعبة كرة السلة وآوصلتها للفناء ... فأين حاضر اللعبة من أمجاد ماضيها؟
رفع الكف السياسية والتجاذبات الطائفية عن واقع اللعبة ... فمنذ تحول الملعب إلى ساحة للعراك الطائفي ، فقدت اللعبة روحها وجمهورها ، كما وأن تكرر حالات الشجار (على خلفية سياسية/طائفية) حوّل كرة السلة لـ "مسخرة" ... فالتمويل والجهات التي تدعم هذه اللعبة مالياً تفرض عليها انتماءا شرفياً لعقائدها !! لنصل لمرحلة قصوى من الاستخفاف وتفريغ هذه اللعبة ، فحتى اللاعبين الأجانب في لبنان تعلموا الطائغية ...