استدعى قرار نقل موقف الباصات من التل إلى البحصاص انتفاضة واسعة من سائقي الموقف حصلت منذ اسبوع وتكررت البارحة عند جسر عرقا لأسباب تجددت . فالتل هو وسط المدينة ونقطة التلاقي ، ينطلق منه الطرابلسيين إلى حلبا وعكار وإلى بيروت وما بعدها .
أسباب قرار النقل : الفوضى والاختناق ... تعتبر التل من أكثر نقاط الضغط التي يعاني منها السير نظرا لارتباطها بالأسواق ولاتخاذها مواقف للسيارات العمومية وللباصات . فعند ساحة التل أكثر من أربعة مواقف للسيارت العمومية : موقف القبة موقف الميناء موقف التبانة موقف أبي سمراء فضلا عن موقف الكورة والذي ينزوي نسبياً عن هذه المواقف ... تتقدم قليلا لتصطدم بمواقف الباصات والتي تتألف رسمياً : من موقف بيروت موقف حلبا وموقف الكرامة (عكار/وادي خالد) هذا وتزاحم هذه الباصات عديد من الباصات العامة القانونية التي لا ترتبط بموقف .
إن هذا الازدحام أدى إلى تبلور مشروع موقف البحصاص للنقل العام . وإلى منع بالتالي الباصات الغير عاملة على الموقف (سواء كانت قانونية أم غير قانونية ) من التجوال هناك كما أفادنا أحد السائقين . الباصات والكاراجات السياسية .... ومن ظن أن الصمت الشعبي هو رضوخ للقرار أخطأ ، فالأزمة لم تنته فما يحدث هو تسكين للرأي العام وإصمات لحقوق الفقير وللقمته ! فكل على ليلاه يغني فما بين كاراج الكرامة التابع للكرامي وكاراج الأحدب تظهر نوايا العميد الأيوبي المكللة بدعم وزاري في إنشاء كاراج بهدف تنظيم المدينة ومنع الزحمة في وسطها ... نوايا واضحة وأخرى خفية ... هل النائب مصباح الأحدب في وقفته العنفوانية يحمي الفقير أم كاراج (الأحدب) ويؤمن مقعده السياسي إثر تراجع حظوظ قوى 14 اذار بعد (ملف الضاهر) وهل نية العميد تجميل المدينة أم زيادة الحساب المصرفي وقد أوشك على إنهاء خدمته !!
الأيوبي والأحدب (الحرب الباردة) ... تبدل المشهد ... لم نرَ النائب السابق مصباح الأحدب متضامناً البارحة مع معتصمي جسر عرقا ... وهو نفسه الذي حمل هم الفقير في اعتصام التل ! ولكن لحظة ... كاراج الأحدب على التل اذاً ستتضر حصته بينما منع الباصات القادمة من عكار/حلبا لن يهز ثبات كاراجه !!! الأحدب لم يصرح بإعتصام البارحة وكأنه لا معني وكأن آزمة الباصات محصورة بأزمة كاراج الأحدب .... الهدنة : بعد التصاريح بين الأحدب والأيوبي فاجأنا لقاء بينهما وصورة تعبر عن المحبة (الكاراجية) بين الطرفين ... وكأن التراشق الإعلامي الذي سبق اللقاء كان (بروباغندا اعلامية ) يسخرون عند اطلاقها من عقول الفقراء . بعد اسبوع ! مضى اسبوع على الاجتماع لم يعرف الفقير والسائق ما الآليات التي اتفق عليها الأحدب مع العميد ... ولعله هدنة مشتركة لضمان مصلحة الطرفين وبتهميش المواطن كما العادة ! بإختصار .... لعبة سياسية
بقلم: نسرين مرعب