جبهة النصرة تهدد بإعدام الجنود اللبنانيين لرفض دولة لبنان "العظمى" مبدأ التفاوض وتبادل الأسرى لإطلاق سراحهم، داعش تعدم مئات جنود النظام في الرقة (ومعظمهم من السنة) فور أسرهم ومن ثم تعدم اثنين وعشرين ضابطا علويا لرفض نظام عصابة آل أسد الطائفية "العظمى" التفاوض وتبادل أسرى بهم،
الثوار وجبهة النصرة يخوضون عشرات جولات التفاوض مع النظام الأسدي لمبادلة أسراه بمعتقلينا لكنه يرفض التفاوض لاسترجاع الآلاف من أسراه لدى الجيش الحر وكثير منهم من العلويين، وبالمقابل تقوم الدول "الصغيرة" تركيا وإيران وإسرائيل بالتفاوض مع أي جهة ووفق أي شروط لتحرير مواطنيها ومهما كان الثمن لأنها تهتم لمواطنيها وتحترمهم وتخاف من إدارة الملف بعالية وحرفية لكن الأهم ان النظام الطائفي نفسه لا يقيم وزنا لأسراه من السوريين.
لكن وللمفارقة؛ تقوم السلطة اللبنانية والنظام الأسدي الطائفيين (التابعين والمحكومين من قبل ملالي إيران) يقومون بالتفاوض وينجزون إطلاق سراح الأسرى الإيرانيين أو اتباعهم اللبنانيين في سوريا لكنهم وبمفارقة أدهى يتركون أسراهم للموت من جنود لبنانيين او سوريين علويين وشيعة ومسيحيين ودروز ويأتي السنة في ذيل الاهتمام، والتفسير بسيط؛ هم لا يقيمون وزنا واحتراما لمن يقاتل معهم.
معهم حق ما دام مؤيديهم ضمن هذه الطوائف (وأولهم الأقلية المؤيدة للنظام بين السنة) يرضون بالدور الذي رسمه النظام لمؤيديه والمتمثل بـ "نعل حذائه" الذي يغيره باستمرار، نعل حذاء رخيص لدى النظام الأسدي الطائفي ثمنه حتى اليوم ستون ألف علوي وعشرات آلاف الشيعة (خاصة اللبنانيين والعراقيين) وعدد متزايد من الدروز والمسيحيين ولا مجال للكلام عن حثالات السنة فهم خارج أي حساب للنظام، مع العلم أن هؤلاء باتوا يميلون بشكل متزايد لدفع الثمن بالهجرة من سوريا، لكن الملفت هو عدم تحديد النظام لعدد دقيق لقتلاه وقتلى التنظيمات اللبنانية والعراقية الطائفية حتى لا ينتبه هؤلاء إلى كارثتهم، ليتابع النظام وكثير من قادة هذ الطوائف (بمن فيهم مشايخ النظام من السنة) قيادة أتباعهم للموت تحت شعار النظام المعلن الذي كرسوا به دورهم كنعل حذاء: "فدا صباط بشار".
السوريون المؤيدون للنظام وهم أقلية عديدة صغيرة في سوريا لا تتجاوز بتقديري 25%؛ العلوي والشيعي والمسيحي والدرزي والسني، كنا منذ بدأت الثورة نريدهم "سوريون أحرارا"، يقاتلوا من أجل الحرية مثلنا وإلى جانبنا مهما غلا الثمن فبذلك فقط يفرضون حقوقهم، بينما يريدهم نظام آل أسد "نعل حذاء" له من أجل عبودية وتبعية مقامرا بمستقبلهم في سوريا، فأين موقعهم اليوم والكارثة والموت وملامح الهزيمة النكراء تخيم عليهم؟ ألا يعني لهم أبناؤهم الأسرى والقتلى ومن سيقتلون شيئا؟
اتصل بي أحد كبار القادة الروحيين الأفاضل في الغوطة الشرقية وأخبرني فيما أخبرني أنه يطمئن شخصيا على وضع أسرى النظام الأسدي لديهم وأنهم يلقون عناية ورعاية لا تقل عن ما يحصل عليها مقاتلو الغوطة، هل من مقارنة بين ثورتنا والنظام الطائفي وما يفعله بأسرانا، سألت الشيخ الفاضل؛ لماذا لا تفاوضون عليهم لإطلاق سراح أسرانا، فأجاب بأن النظام الأسدي الطائفي رفض التفاوض على أسراه وكان الرد الحرفي كبار ضباط قصر بشار أسد: "أنقعوهم واشربوا ميتهم"، بعض هؤلاء الأسرى العلويين ومنهم ضباط برتب عالية مات في قصف النظام على سجن التوبة التابع لجيش الإسلام منذ أيام، ربما هي طريقة النظام للتخلص من "وجع الراس ونق" أهالي أسراه، فهو يرى أسراه وأهلهم وكل مقاتل لديهم "فدا صباط الأسد"، ولهم ذلك من السفاح ومن الثوار ما ارتضوا ذلك حتى آخر "فدائي" منهم، وربما بات من الضروري أن نعيد النظر في ملف أسراه ومعتقلينا من جوانب كثيرة بدأ من طريقة معاملة أسراه لدينا وصولا للتعاطي مع الموضوع إعلاميا كسلاح في الحرب النفسية ليرى أهالي أسراه ما سيلاقيه أبناؤهم فذلك أفضل من موتهم "التافه المجاني" قصفا على يد سيدهم او "علفهم" على حساب أهلنا المحاصرين، تماما كما يفعل هو بمعتقلينا الذين يقبع ربع مليون منهم في معتقلاته ليسقط من بينهم يوميا ما لا يقل عن مائة شهيد تعذيبا وجوعا وقهرا وذلا، أما الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المنافق الذي لم ينطق بكلمة من أجل هؤلاء برأيه وما يقول في "مزبلة" الإنسانية والتاريخ والأخلاق، فمعتقل واحد لدينا أغلى من كل العالم وعلينا أن نجعل قضيتهم هدفا نفعل من أجله ما شاء الأمر حتى لو قفز العالم المنافق جنونا من فعلنا، فهذه هي السياسة في زمن الثورة.
المصدر: الشبكة العربية العالمية