السجال الذي حصل بين الزميلة والاعلامية ديما صادق والصديق الباحث الدكتور حبيب فياض على شاشة ال.بي.سي حول قضايا الجلد والرجم في ايران اثار الكثير من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام، وانقسم الرأي العام بين مؤيد ومدافع عن حبيب فياض وتهجم اصحاب هذا الموقف على الزميلة صادق ووجهوا لها الاتهامات والشتائم، وبين اخرين عمدوا للدفاع عن صادق والتهجم على فياض موجهين له التهم المختلفة.
وعمدت بعض المواقع الالكترونية الى تشويه حقيقة ما جرى والادعاء ان الزميلة صادق طردت فياض من البرنامج بعدما وجه بعض الاتهامات لوسائل الاعلام ومنها شاشة ال.بي.سي وهذا غير صحيح، فيما عمدت مواقع اخرى لشن حملة على فياض لانه لم يتحمل اسئلة صادق والاجابة عنها وتوجيهه التهم لوسائل الاعلام.
وحاول بعض الصحفيين والصحافيات مقاربة الموضوع من زاوية نقدية ان على صعيد اداء صادق الاعلامي او على صعيد طريقة مقاربة فياض البحثية او الايديولوجية.
وفي خضم كل هذه النقاشات ضاعت الحقيقة ولم نعد نعرف عما دار في النقاش وما هي القضية التي حصل الخلاف حولها وهل صحيح ان ايران تنفذ حد الجلد والرجم او توقفت عن ذلك وماهو الرابط بين كل ذلك وما نواجهه من ازمات وهموم اليوم في العالم العربي والاسلامي.
وللاسف فان لجوء الكثيرين وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي من الذين يدّعون حب ايران والمقاومة وحزب الله للتهجم على الزميلة ديما صادق وتوجيه الشتائم لها لا يخدم الحقيقة ولا يخدم ايران والحزب والمقاومة بل يسيء لهم جميعا.
نحن اذن امام ازمة اخلاقية واشكاليات اعلامية وبحثية وما جرى يطرح الكثير حول دور الاعلام والاعلاميين ووسائل الاعلام ودور الباحثين في كشف الحقائق وتوضيحها: فهل هدف الحوارات التلفزيونية كشف الحقائق والرد على الاشكالات وتوضيح الامور ام التحول الى ساحات للاستفزاز والصراعات؟ وهل المطلوب من الاعلامي عدم الجرأة في طرح الاسئلة والسكوت عن الاخطاء مع ضرورة ان يكون الاعلامي متمكنا مما يطرحه ولديه الادلة الحقيقية والمعطيات الدقيقة؟ وما هي مهمة الباحث والمحلل والسياسي والمسؤول: اليس الرد على الاشكالات وتوضيح الحقائق واحترام وسائل الاعلام التي تستضيفه حتى لو كانت مستفزة احيانا؟
نحن اذن امام العديد من الاشكاليات التي تطرحها هذه القضية ان مستوى الاخلاقيات الاعلامية او شروط الحوارات او ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي او كيفية تعاطي بعض المواقع الالكترونية مع الاحداث، وفي خضم كل ذلك تضيع الحقائق ولا يعد المشاهد يعرف اين تكمن الحقيقة.
فهل نستفيد مما جرى لطرح مثل هذه النقاشات ام نتحول جميعا الى جوقة مدّاحين او شتّامين فقط؟