لم تأت عودة الرئيس الحريري إلى لبنان منذ أسبوعين للمشاركة فقط بذكرى مرور عشر سنوات على اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإنما هناك عوامل عدة ساهمت بعودة الحريري إلى لبنان وممارسة النشاط الاستثنائي الذي يقوم به منذ وصوله , وإن المتتبع لمسارات تحرك الرئيس الحريري بدءا من الخطاب الذي ألقاه في البيال في ذكرى استشهاد والده وما أطلقه من مواقف وصولا الى الإنفتاح الذي يقوده على كافة المكونات السياسية في لبنان فإن المتتبع لهذه المسارات يستشعر بانطلاقة جديدة يقوم بها الحريري قد تؤدي جديا الى المساهمة في حلحلة الملفات السياسية العالقة ومنها على وجه الخصوص ملف الشغور الرئاسي .
يعود الحريري باستراتيجية جديدة تلقفها ووضع خطوطها من خلال معطيات دولية جدية من شأنها أن تحدث خرقا على ملفات عديدة على مستوى المنطقة وفي هذا السياق نقل مقربون منه خوفه الكبير من التطورات القادمة في المنطقة تتحكم في إصراره على الدفع في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية في محاولة خلق شبكة أمان وطنية الأمر الذي يدعو الى العمل بجدية من أجل الوصول الى نتيجة في هذا الموضوع .
وما يؤكد تلمس الحريري لتطورات جديدة مقبلة على المنطقة خطابة الاخير في البيال حيث تناول مواضع عدة أهمها طرحه حول وضع استراتيجية موحدة لمواجهة الإرهاب نظرا لخطر الإرهاب الذي بات أيضا يشكل التهديد الاساسي الذي يطال الطائفة السنية في لبنان عموما وتيار المستقبل خصوصا .
إن هذه الاستحقاقات وغيرها دفعت بالحريري التصدي ومحاولة ايجاد خرق على الساحة السياسية اللبنانية تمثل اولا باللقاء مع العماد ميشال عون في محاولة لخلق وإنتاج فرصة تؤدي للخروج من المأزق السياسي الذي تمر به البلاد والمتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية وتحدثت مصادر مطلعة أن عودة الحريري الى السرايا قريبة وأن مداولات جدية تجري في هذا الشأن بين الحريري وعون وحزب الله , وأشارت مصادر متابعة الى أن زيارة الحريري الى السرايا يوم أمس والاستقبال الرسمي الذي حظي به ما هو إلا تكريس جديد لزعامة الحريري السنية والسياسية وأنه المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة المقبلة .