تجددت أمس حيرة الفرنسيين من لغز تحليق طائرات «درون» بلا طيار تطلق من بُعد في أجواء باريس، إذ حلّقت خمس منها فوق المنطقة الممتدة بين قصر الرئاسة ومقر السفارة الأميركية وبرج إيفيل ومقر ليزانفاليد. وما زالت أجهزة الأمن، المستنفرة منذ اعتداءات باريس الشهر الماضي، تجهل هوية من يحرك هذه الطائرات.
وتكرر نهاية العام الماضي تحليق طائرات مماثلة فوق منشآت توليد الطاقة النووية في عدد من مناطق فرنسا، وعجزت التحقيقات عن كشف من يقف خلفها، لكنها توقفت بعدما هددت السلطات بإسقاط هذه الطائرات.
وما يزيد سخرية الفرنسيين وقلقهم في آن، عدم معرفة الرابط بين تحليق هذه الطائرات فوق منشآت الطاقة النووية نهاية العام الماضي، والتحليق في أجواء العاصمة، ولكن بدا أكيداً أن الفاعلين يقصدون الإمعان في «استفزاز» أجهزة الأمن.
وفيما يواصل عشرة محققين مختصين في الأمن الجوي، جمع معلومات وشهادات على أمل التوصل إلى كشف الطرف الذي يقف وراء عمليات التحليق ودوافعه، يصر المسؤولون الأمنيون على أن هذه العمليات لا تنطوي على أخطار فعلية، كما أفاد الاختصاصي في شؤون الأمن الجوي كريستوف نودان، الذي رأى أن الهدف هو «مجرد اختبار لرد فعل الاستخبارات». وتابع نودان: «لا تسمح مواصفات هذه الطائرات بنقل عبوة ناسفة، كما أستبعد أن يكون هدفها التجسس على المواقع التي تحلّق فوقها، لأن صور باريس الملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية تزيل الحاجة الى الاستعانة بهذه الطائرات».
وأشار إلى أن الخطر الوحيد الذي قد يترتب على هذه الطائرات الشائعة الاستخدام من قبل المزارعين والمصورين والسينمائيين «يتمثل في احتمال سقوطها على مارة».
وأورد موقع «يورو نيوز» الإلكتروني، أن «أجهزة التشويش لا تستطيع تعطيل تحليق هذه الطائرات، لأنها تحلّق أوتوماتيكياً بعد برمجتها، من دون الحاجة الى جهاز تحكم من بُعد».