عندما تبدأ بعض الحركات او الاحزاب الاسلامية او القومية او اليسارية النضال في اي بلد تقول انها تريد مصلحة الشعب وتصحيح المسار السياسي من اجل تمثيل افضل وكي يشارك الشعب كله في الحكم.
وكلما تزداد الحركة قوة او تنجح في السيطرة على بعض المؤسسات والمناطق يبدأ المشروع الحقيقي لهذه الاحزاب والحركات بالوضوح ، فهي تريد الوصول الى السلطة والحكم وتحقيق المكاسب السياسية والمالية وليس خدمة الشعب او الدفاع عن الوطن.
واذا واجهت هذه الحركات والاحزاب مقاومة او مواجهة من قوى اخرى او من افراد الشعب فانها تبدأ بالمواجهة والمقاومة والقمع ولا مانع لديها من وضع نصف الشعب او معظمه في السجون ، كما انها مستعدة للتضحية بالشعب ومصالحه وامنه واطمئنانه من اجل السيطرة على السلطة او البقاء فيها.
والمشكلة الاكبر ان هذه الحركات والاحزاب مستعدة لتبرير قتل الشعب او تدمير البلد تحت عنوان الدفاع عنه او عن حريته وحتى لو وصل الامر الى انه لن يعود هناك بلد لتسيطر عليه او شعب لتحكمه. قد يكون من حق اي حزب او حركة الدفاع عن مصالحها او العمل لتحقيق الاهداف التي تسعى اليها بالوسائل المشروعة او في اطار النضال السياسي او النيابي او من خلال التحرك الشعبي، لكن ان يتحول نضال الحزب او الحركة في اي بلد الى عملية قتل للشعب او تدمير للبلد فهذا امر غير مقبول.
وقد يقول بعض الناشطين او المناضلين ان المسؤولية عن قتل الشعب تعود للحاكم الظالم او للجهة التي تريد ان تمنع الشعب من ان يحقق اهدافه المشروعة او الوصول الى حقوقه وهذا الرأي صحيح لان من يقتل او يسجن هو المسؤول عن جريمته. لكن اليس هناك مسؤولية للحركات والاحزاب التي تعمل لمصلحة الشعب واليس المطلوب من كل حركة ان تعيد النظر بادائها ونضالها اذا كانت الامور وصلت الى الحائط المسدود واصبح الصراع بدون اية نتيجة ويؤدي الى تدمير البلد.
قد يعتبر البعض هذه الافكار تؤدي الى الخنوع والسكوت عن الظلم والطغيان وتبرير الجرائم التي ترتكبها بعض السلطات ضد الشعوب ، وهذا غير صحيح لان ما نطرحه في اطار الصراع الداخلي والسياسي داخل اي بلد ، ضرورة مراجعة الاداء لتصحيحه وليس وقف النضال، مع العلم ان معظم الحركات والاحزاب تريد الوصول الى السلطة والحكم وعندما تصل الى السطة تتحول الى حزب حاكم مثلها مثل بقية الاحزاب، وحتى داخل كل حزب او حركة فان من يصل الى القيادة يسعى للاحتفاظ بالسلطة ومنع وصول من يخالفه الرأي الى القرار حتى لو اضطر الى ارتكاب الجرائم احيانا بحق المخالفين.
انها السلطة ايها الاعزاء ولاشيء اخر وهذا هو السبب وراء الكثير من الدمار والقتل في بلادنا.