ضيق المرشد الأعلى آية الله علي الخامنئي، دائرة الحصار على الرئيس السابق محمد خاتمي بامتناعه عن إرسال رسالة تعزية إليه على وفاة شقيقته فاطمة التي توفيت قبل يومين، ولكنه أرسل رسالة التعزية إلى والدة الرئيس خاتمي التي اجتازت العقد التاسع من عمرها وتعيش في مدينة أردكان بمحافظة يزد، وسط إيران. وبينما تجاهل الرئيس روحاني، والرئيس السابق رفسنجاني،القرار القضائي الأخير بفرض الحصار الإعلامي على الرئيس خاتمي، بإرسال رسالة تعزية له، لما ذا تجاهل المرشد الأعلى وجود الرئيس محمد خاتمي ولم يؤد واجب العزاء له، ويخاطب والدته معزياً في مبادرة غير عادية؟
هل يريد بذلك إبلاغه بأنه هو الذي أمر بالتضييق عليه خلال السنوات الماضية بعد الانتخابات 2009، من عدم السماح له بالسفر إلى مؤتمر نزع السلاح في اليابان، مروراً بمنعه من المشاركة في تشييع جثمان صديقه نلسون مانديللا رئيس جنوب أفريقيا السابق، وصولاً إلى منع الصحافة والإعلام من نشر أي صورة أو خبر للرئيس خاتمي الذي أعلن عنه المتحدث باسم القضاء؟ إن إرتباط تلك الأمور عند ما يطال زعيماً سياسياً، برأس هرم النظام، واضح، حيث لن يجرؤ أحد اتخاذ هكذا قرارات إلا بعد رؤية برهان الولي الفقيه.
هل السبب في ذلك يكمن في أن الرئيس خاتمي، وقف بجانب المتظاهرين المحتجين على نتائج الانتخابات عام 2009 المثيرة للجدل ورافق الزعيمين مير حسين موسوي ومهدي كروبي؟
أو أن السبب يكمن في تعاظم دور خاتمي السياسي قبل عام من انتخاباتين مهمتين يخطط الإصلاحيون للفوز فيهما تحت راية الرئيس خاتمي؟
لا ننسى بأن المرشد الأعلى، أرسل مدير مكتبه محمدي كلبيكاني إلى منزل مير حسين موسوي معزياً له بوفاة والده نيابة عنه في العام 2011 رغم أن الأخير كان تحت الإقامة الجبرية! علماً بأنه يُعتبر زعيم الحركة الخضراء وليس الرئيس محمد خاتمي.
لا شك بأن هناك أطراف، يشعرون بالخسارة من التصالح بين الإصلاحيين والقيادة، ويعملون من أجل المزيد من التباعد بين الطرفين، حرصاً على مصالحهم الشخصية والحزبية، ولكن لا يوجد هناك ما يبرر امتناع المرشد الأعلى من تقديم العزاء لرئيس، اجتمع معه اسبوعياً لمدة ثمانية أعوام، أياً يكن الخلافات عظيمة والمسافات بعيدة.