وجود الرئيس سعد الحريري في بيروت ولو لفترة مؤقتة ساهم في اعادة تحريك الواقع السياسي اللبناني من خلال سلسلة المواقف التي اطلقها في احتفال الذكرى السنوية العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في البيال ومن خلال سلسلة اللقاءات التي اجرها في بيت الوسط مع قادة المستقبل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الاستاذ وليد جنبلاط ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون.
وتشير مصادر مواكبة للرئيس سعد الحريري ان على جدول اعماله لقاءات اخرى مع معظم القيادات السياسية والروحية اللبنانية، اضافة الى تزخيم الحوار مع حزب الله ، وان الهدف الاساسي من وراء هذه التحركات البحث في ملف الانتخابات الرئاسية والسعي للتوصل الى تفاهم شامل. ومع ان هذه الاوساط تؤكد استمرار الخلاف بين قوى 8 و14 اذار حول الانتخابات الرئاسية في ظل تمسك العماد عون وبدعم من حزب الله بترشيح نفسه للرئاسة في مقابل بقية المرشحين ، فان هذه الاوساط تشير الى ان الابواب ليست مقفلة بشكل كامل ، وان وجود الحريري في بيروت يساهم في اطلاق حوار جدي وحقيقي حول هذا الملف وان المطلوب تحديد كل الخيارات والتوقعات من الانتخابات الرئاسية من اجل تسهيل الصول الى حلول واضحة.
وتوضح المصادر رؤيتها بالقول: هل المطلوب انتخاب رئيس للجمهورية او المطلوب ان يحقق الانتخاب مساهمة عملية في معالجة الازمة الداخلية واعطاء زخم للواقع السياسي اللبناني من اجل ان يشكل مدخلا لحلول اخرى على مستوى المنطقة؟ وهل المطلوب قطع الطريق على المرشحين الرئاسيين الاقوياء فقط او ان المطلوب تحقيق شراكة مسيحية – اسلامية حقيقية في ادارة شؤون البلد؟
وتتابع المصادر : ان التوصل الى حلول للازمة الرئاسية يتطلب رؤية شاملة للازمة وعدم الاكتفاء بالبحث عن مرشح للرئاسة وان وجود الرئيس سعد الحريري في بيروت يساعد في البحث الجدي والشامل حول هذه الرؤية وبغض النظر عن الاختلافات القائمة اليوم بين مختلف الاطراف ورغم احتدام الصراع في المنطقة فان هناك فرصة امل للتوصل الى حلول حقيقية ووجود الشيخ سعد في بيروت يساعد في وضع خارطة طريق للحل فهل تستفيد الوى السياسية من هذه الفرصة ام سيعود الشيخ سعد بخفي حنين؟